شبعنا وجعنا من خيال منمقومنه إكتسينا، ثم عدنا بأسمال
فلاتعذب الضعفى وتغصب حقوقهم فتلك إذا كانت. . شريعة أدغال
وهل فات الشرق أن الغرب لايعرف إلا الظلم والدم والنار، وأن ماسفه من حقوق لايتعدى حبراً على ورق ولاتطبق عنده إلا شريعة الغاب. وقانون الرجل الأول؟!.
وفي مساء يوم الخميس المصادف ٢٠ يونيه سنة ١٩٤٦ تفاجأ مصر والعالم العربي قاطبة مفاجأة سارة بظهور مفتي الديار الفلسطينية السيد أمين الحسيني قي قصر عابدين العمر لاجئاً إلى ساحة البيت العلوي الكبير الكريم بعد خروجه خفية من باريس بنحو إسبوعين، وقد أمنه الفاروق العظيم على حياته وأكرم وفادته. ألخ) (١) فما كان من الشاعر الإ أن حياه بقصيدة رائعة تعد من عيون الشعر الحديث يفتتحها بهذا المطلع الجبار
حيتك في الشرق آمال وأحلام ... وقبلتك جراحات وآلام
الذي يصف به أجمل وصف شعور الشرق باستقبال المجاهد الكريم؛ وكذلك وصف الديار المصرية التي ترحب بكل طريد عربي. . يا ليتنا كنا أحد الذين يقضون البقية الباقية من حياتهم فيها وبين أهلها الأحباء الكرام. . فيقول
ديار (فاروق) من يلجأ لساحتها ... فقد حمته من الأحداث آجام
يطيب للعربي المستخير بها ... معاشة ويرق الماء والجام
ويحطم القلم العاني بحومتها ... أصفاده، وبفك القيد ضرغام
وحسب مصر، أن أرباب الفكر، وأصحاب العقائد، وحملة مشاعل الحرية والأدباء والشعراء لا يضطهدون أو يعذبون، وحسب الفارق شرفاً أنه أصل هذا الكرم العتيد والمجد الرفيع والبناء الضخم الموطد الأركان. . ولا أريد أن أسترسل في وصف هذه الأبيات الرائعة أو أثرها في النفس والشعور؛ وقيمتها في ميزان الشعر السياسي من ناحية الديباجة والإصالة والقوة، ولكنني أكتفي بأنها خير ما قلت في هذه المناسبة. وحسب الحسيني قول الشاعر
وأنت، يا أيها الفادي عروبته ... أسلم فديتك لا غبن ولا ذام
جهادك الحق مظلوما ومغترباص ... وحي لكل فتى حر و ' لهام
وحسب المرحوم الذي إختطفه يد الغادر الغاشم وهو في أوج نضوجه الفتى وحسب