هاجروا إليها سموا المهاجرين وفي ثاني موسم أقبل اليثربيون واجتمعوا به (ص) في مكان اشتهر اسمه بالعقبة، وهو المكان الذي اجتمعوا به فيه بالموسم الماضي. فالاجتماع الأول سمي (العقبة الأولى) والثاني (العقبة الثانية). وكانوا هذه المرة اثني عشر رجلا: اثنان من الأوس وعشرة من الخزرج. فعرض عليهم (ص) الإسلام وشرح لهم الغرض من إنزاله. وبشرهم بالقرآن. فشرح الله صدورهم إليه وأسلموا، وكتموا إسلامهم ريثما يعودوا في الموسم المقبل ويأتوا بأهل الرأي والرياسة من قومهم. فعادوا ثالث مرة إلى المكان نفسه، وهذه هي (العقبة الثالثة)، وأتوا معهم بامرأتين وكانوا هم ثلاثة وسبعين رجلا: فالمرأة المسلمة ركن في نهوض الإسلام، ويحب أن يكون لها رأي في معظم (حركاته). فأسلموا كلهم على شروط شرطها النبي (ص) عليهم وهي:
توحيد الله
طاعة النبي (صلى الله عليه وسلم)
قول الحق
ترك المحرمات
احترام المرأة وعدم وأدها
فرضوا بذلك ورجعوا إلى المدينة فرحين مستبشرين بالإسلام وبشروا قومهم به. وأخبروهم أن النبي (ص) قادم إليهم. وسيقيم بين ظهرانيهم
أما النبي (ص) فرجع إلى مكة مصمما على الهجرة كما وعدهم واستأذن ربه بها. فأذن له بالرحيل:
إلى أين؟
إلى يثرب. إلى المدينة المنورة
حتى إذا جاء الميعاد: وهو اليوم الذي عينه للرحيل، خرج من دار أبي بكر ومعه أبو بكر وحده، ظهر يوم الاثنين الواقع في غرة شهر ربيع الأول ولما صار خارج مكة التفت إليها مودعا قائلا:(ما أطيبك من بلد! وما أحبك إلي! ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت) وقد وقع له صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه إلى المدينة المنورة حوادث عجيبة، في سردها روعة الأفلام السينمائية، ولها في نفوس سامعيها هزة تحيي الذكريات الدينية، وتنعش