للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الدعاية الإسلامية، اعتنق الديانة المسيحية عدد كبير من الناس الذين كانوا يعيشون في الأجزاء الجنوبية والشرقية والغربية من هذه البلاد، غير أن هذا النجاح ليس لم يكن غير سحابة صيف. وفي الوقت الحاضر يبدو أن النصرانية هي ديانة العالم الأوربي؛ غير أن المسيحيين وراء حدود هذا العالم الأوربي، من الناحية العددية والسمو العقلي ليست لهم قيمة في الأمرين بالقياس إلى المسيحيين في أوربا. أما الإسلام فلقد أصبح عن طريق ما فيه من صدق، دين الشعوب المتمدنة في أوساط آسيا وشرقها، ويزيد عدد اتباعه وخاصة في الهند، وفي الأرخبيل الأندنوسي عن عددهم في غرب آسيا. ويؤلف المسلمون في الصين عنصراً مستقلاً بثقافته الدينية التي تقوم بالتعبير عنها لغتهم الأصلية دون الشعور بالحاجة إلى مساعدات خارجية، على حين أن محاولة الديانة المسيحية التمكين لنفسها في الصين قد باءت بفشل ذريع وخيبة مخجلة. وفي أفريقيا صادفت النصرانية نجاحاً ضئيلاً بالقياس إلى الدين الإسلامي وبين الأحباش، الشعب الأفريقي الوحيد الذي استطاعت الكنيسة أن تجد لها مكاناً فيه. امتدت الدعاية الإسلامية إلى المكان نفسه، وصادفت نجاحاً حتى في القسم الأخير من القرن التاسع عشر. وخلاصة القول أن التاريخ يعرف أن كثيراً من الشعوب البوذية أو المسيحية قد اعتنقت الإسلام، ولكنه لا يعرف أية جماعة إسلامية اعتنقت البوذية أو المسيحية).

للكلام صلة

علي محمد سرطاوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>