وإنني أضع أمام القراء صورة لما نزل بالمسلمين في القارة الهندية من أذى وبلاء مما دفعهم إلى الاستماتة في سبيل إقامة دولة ينعمون في ظلها بالآمن والطمأنينة والحرية، وقد كلل الله جهودهم بالنجاح. فأقاموا دولة الباكستان فكانت لهم دار آمن وسلام. ألم يكن الهندوكيون يعملون على تمجيس المسلمين أو إفنائهم؟
وهاأنذا أقص على حضرات القراء بعض ما وقع في الهند عند تنفيذ مشروع التقسيم:
في ١٩٤٧ أعلن تقسم الهند إلى دولتين: الهندستان والباكستان، فماذا فعل الهندوس؟ انطلقوا يقتلون الأبرياء من المسلمين وكانت دلهي عاصمة الهند نفسها مسرحا لآلاف من الجرائم المروعة ذهب ضحيتها آلاف من المسلمين الأبرياء
وأشهد معي وقارن: لقد هاجر من الباكستان كثيرون من الهندوس والسيخ آمنين مطمئنين يحملون معهم أموالهم وأثاثهم ومتاعهم وكان عدد المهاجرين منهم ما يلي:
٤٢٧ , ٠٠٠ بالسيارات
١ , ٣٦٢ , ٠٠٠ بالسكك الحديد
٨٤٩ , ٠٠٠ بالعجلات التي تجرها الحيوانات
١٣٣ , ٠٠٠ بالبواخر
٢٧ , ٥٠٠ بالطائرات
أما المهاجرين من المسلمون فكانت قصة هجرتهم إلى الباكستان مأساة: لقد أخرجوا من أرضهم وبيوتهم وأموالهم تحت وابل من الرصاص والنيران. وقد هاجر معظمهم سيرا على الأقدام فلم يصل إلا أقلهم، أما معظمهم فقد مات في أثناء الطريق من البرد والحر والجوع والإعياء وكثيرون اغتيلوا أو ماتوا غرقا في الأنهار
وقد ظن بعضهم أنهم محظوظون حينما أتيح لهم الانتقال بالسيارات والقطر الحديدية ولكن خاب ظنهم. لقد كانوا معرضين في كل محطة وقف بها القطار إلى هجمات السيخ والهندوس، ولقد كانت السيارات أو القطر تصل فعلا إلى حدود الباكستان ولكنها كانت تصل فارغة أو مملوءة بالجثث وبالمشوهين فقط!!!
واستمر المسلمون يهجرون الهندستان بالملايين، تاركين وراءهم أموالهم وأملاكهم هاربين