رأسهم، ومحامد سيرتهم وبطولتهم، والمعارك التي أسهموا فيها. إلى غير ذلك مما يقرب إلى النفوس مشاهد الجهاد في عصر تميعت فيه الرجولة، ورخصت فيه القراءة وطفحت الصحف والمجلات والكتب بقصص الغرام و (أصول الحب) و (نساء في حياتي).
وحق على وزارة المعارف أن تواكب هذه النهضة المباركة حتى تسير حملة التنوير وكتيبة التطهير جنبا إلى جنب. وتنهض بواجبها في بث الروح الجهادية قولا وعملا. فتختار للناشئة نخبة مختارة من أناشيد الحماسة، وخطب القادة، وأوامر الأمراء لجيوشهم، وعرض الأفلام والقصص التمثيلية التهذيبية، وتسهيل الزيارات لمتاحف الحضارة، وسرد الوقائع التاريخية بكل دقة وأمانة، من غير تمليق أو تزويق. هذا مع طبع المعاهد العلمية بطابع الجهاد الصحيح.
كان زين العابدين بن الحسين يقول (كنا نعلم مغازي رسول الله كما نعلم السور من القرآن)، وكان إسماعيل بن محمد ابن سعد بن أبي وقاص يقول (كان أبي يعلمنا المغازي والسرايا ويقول يا بني إنها شرف آبائكم. فلا تضيعوا ذكراها.
وفي (جهاد النبي). . حقا. أغلى ما يتزود به الجيل المؤمن ليتخذ من حقائق التاريخ مقياسا متينا لكل دعوة وغزوة، تنحل إزاءها حرب البطش والعدوان في القديم والوسيط والحديث على السواء. . . وبالتربية الجهادية تسمو النفوس، وتعلو الرءوس، وتنتظم الخطى، وتنسق الخطط، ويستبشر الشهداء في مضاجعهم بالذين لم يلحقوا بهم. . فنظفر بنصر من الله وفتح قريب.