نشرت مجلة (العصبة) البرازيلية في عددها الثاني من سنة ١٩٥٢ مقالا للصحفي الفرنسي (رينيه برانليك) الذي أوفدته مجلة (فرانس ألستراسيون) بعد مقابلته لكوب باشا قائد الجيش العربي في المملكة الأردنية الهاشمية لفت نظري التصريح الكاذب التالي:
قال كلوب باشا ردا على سؤال وجهه إليه الصحفي الباريسي:(وللفرقة العربية - يقصد الجيش العربي - في الشرقيين الأدنى والأوسط مقام خطير، حتى أن الاعتقاد الذي كان سائداً هو أنها كانت احتلت (تل أبيب) لو لم تتوقف الحرب بين العرب واليهود، ولكن الكثيرين لم يترددوا في القول أن للإنجليز يداً في ذلك رغبة منهم بإرضاء الولايات المتحدة في سياستها مع إسرائيل
إن الذين زعموا ذلك يجهلون حقيقة الموقف ويجهلون حالة الفرقة العربية في ذلك الحين، فقد كانوا يعدونها جيشاً حديثاً ذا قوة عظيمة، والحقيقة أن الفرقة العربية كانت كذلك أثناء الحرب العالمية الثانية، ولكن كثيراً من جنودها انسحبوا منها بعد توقف القتال، فلما بدأنا الحرب الفلسطينية لم يكن لنا من المحاربين غير ستة آلاف رجل بينما كانت الصحف تجود علينا كرهاً بثلاثين ألف مقاتل، ولم يكن الوقت مناسباً للتذكيب. . والذي كان يفت من عضدنا هو عدم تمكننا من سد ما كان يحدث في فرقتنا من فراغ، وكان ينقصنا المال، ولم تكن لدينا قوى احتياطية، أما ذخائرنا فلم تكن تكفي لأكثر من (١٥) يوما أو (٢٠) يوما فيما لو جابهنا فيما حربا حقيقة متواصلة. أضف إلى ذلك أن القوى اليهودية انصبت في شهر الحرب الأول على مدينة القدس حيث كنا نناضل. . وكان ذلك من حسن الطالع! ولما كان المصريون والعراقيون والسوريون لم يشتركوا بعد في القتال. . كان علينا أن نتحمل وحدنا هول الصدمة. . والحقيقة أن أعداءنا اليهود لم يكونوا مدربين على القتال لتعذر ذلك عليهم بسبب وجودهم تحت الانتداب البريطاني في فلسطين، ولكن عددهم كان يفوقنا بثمانية أضعاف. . . ولأنه لم يكن لديهم غير القليل من المدافع فقد كانوا مسلحين مقابل ذلك بكميات عظيمة من الأسلحة الخفيفة
ويتضح من هذا التصريح الذي أدلى به كلوب باشا وهو يلف ويدور في الإجابة أنه يريد