على:(تنميق اللغة وتحسينها وتوسيعها)، وأنها لا تشغل بأمور أخرى.
ومنذ ثلاثة قرون تضطلع الأكاديمية بأعظم دور في الحياة الأدبية الفرنسية، وينمو نفوذها وأهميتها، حتى غدا الظفر بعضويتها أسمى ما يتشرف به كاتب أو شاعر؛ وقد استمرت الأكاديمية تقاوم ل ما يضطرم حولها من أعاصير الثورات السياسية والاجتماعية؛ ولم تنلها الثورة الفرنسية الكبرى التي اجتاحت كل النظم والهيئات القديمة بأذى؛ وأعضاء الأكاديمية الفرنسية أربعون لا يزيدون، ويطلق عليهم اسم (الخالدين)؛ وإذا توفي أحدهم، رشح لكرسيه من أعلام الكتاب والمفكرين من يجدر ترشيحه؛ ويقع اختيار العضوية بالانتخاب. ونستطيع أن نذكر من بين أعضاء الأكاديمية الحاليين بول بورجيه، وهو أقدمهم جميعاً إذ دخل الأكاديمية منذ سنة ١٨٩٦، والشاعر بول فاليري، ولوي مادلان، وإبيل ديرمان، وهنري رنييه، ومارسل بريفو، وجورج جوايو، ولوي برتران، وبيير بنوا وهو أصغر الأعضاء سناً، وموريس دوناي، والمؤرخ دي نولهاك، والمؤرخ لي نوتر، والدوق دي بروجلي وهو أحدث الأعضاء إذ دخل الأكاديمية في الشهر الماضي فقط
وتشتغل الأكاديمية منذ أعوام بوضع قاموس رسمي للغة الفرنسية، وذلك تحقيقاً لمهمتها التاريخية وهي العمل على تحسين اللغة الفرنسية وتجميلها، وسيكون هذا القاموس متى تم وضعه مرجعاً رسمياً لألفاظ اللغة ومعانيها؛ وسيكون له في تطور اللغة الفرنسية أعظم الآثار
حول رواية نهر الجنون
صديقي العزيز الأستاذ الزيات:
قرأت في العدد الأخير من جلة (الرسالة) الغراء كلمة لأديب فاضل عن فكرة (نهر الجنون) وتماثلها مع فكرة قطعة نثرية لجبران خليل جبران. وقد حار الأديب في علة هذا التشابه، وافترض بعض الفروض، وعقبت (الرسالة) كذلك بفرض قريب من الحقيقة. ورداً على كل ذلك أقول إني سمعت هذه القصة لأول مرة منذ نيف وعشرين سنة، وقد وجدتها شائعة على الألسنة كغيرها من الأساطير. ولا ريب عندي أن جبران خليل جبران لم يخترع هذه القصة اختراعاً، وإنما دونها كما سمعها من الناس. ومثل هذه الأساطير ما ابتدعها كاتب، وإنما نبتت من قديم الزمان بين الشعوب والأجناس كأكثر النوادر والحكم والأمثال. وإني لم