أكن أعلم قط قبل اطلاعي على عدد الرسالة الأخير أن أحداً من الكتاب أو الشعراء قد تناول من قبل هذه الأسطورة، ولم يصل إلى خبرها عن طريق شيء مكتوب، وإنما عن طريق أفواه الناس
وتقبل أطيب تحيات
المخلص
توفيق الحكيم
الترشيح لجائزة نوبل للسلام
تحدثت بعض الصحف الألمانية أخيراً عن الترشيح لجائزة نوبل عن السلام، ومعروف أن هذه الجائزة يمنحها معهد نويل في كل عام للرجل الذي قام بأعظم الخدمات في سبيل السلام العالمي سواء كان من رجال السياسة أو القلم؛ وقد أعطيت هذه الجائزة في العام الماضي لاثنين من الانكليز هما السير نورمان أنجل الكاتب والصحفي الذي اشتهر بكتبه ومقالاته ضد الحرب وفي سبيل السلام، ومستر ارثر هندرسون رئيس مؤتمر نزع السلاح. والآن تتساءل بعض الصحف الألمانية لماذا لا يرشح معهد نوبل الهير هتلر رئيس الدولة الألمانية لنيل جائزة السلام؟ وتقول إن أحداً من رجال الحرب أو السياسة أو القلم لم يخدم قضية السلام في العامين الأخيرين قدر ما خدمها هتلر، فهو يتجه بجميع جهوده الداخلية والخارجية إلى توطيد دعائم السلم، وحديث الصحف الألمانية في ذلك طريف في غرابته وتناقضه؛ فلم ينس إنسان بعد كيف قام النظام الهتلري في ألمانيا، ولا كيف يستند في بقائه إلى أشنع وسائل الضغط والنعنف، ولم ينس إنسان بعد تلك الدماء التي سالت في ألمانيا غزيرة في ٣٠ يونية الماضي دون أي وازع أو محاكمة بحجة التآمر على هتلر، ولا يستطيع أخذ أن ينسى أن النظام الهتلري يقوم من أساسه على صيحة الحرب وعلى المبادئ العسكرية والأحفاد الجنسية المغرقة، ولكن الصحافة الألمانية التي أصبحت أداة مستعبدة في يد وزارة الدعوة لا تتحرج عن اتحدث عن السلام ودعائه على هذا النحو الغريب