(هذا سر فينوس. وهذه قبلاتك وما تزال مطبوعة على قدمي!)
(يا للسعادة!)
(انظر إلى هاتين الشفتين القرمزيتين، وهذين الخدين الموردين، وتينك العينين الزرقاوين. هل استطعت أن تموه تماثيلك بهذه الصباغ الفينوسية؟)
(وانظر إلى الأنفاس الحارة التي تتردد في صدري، هل وسعك مرة أن تبعثها في إحدى دماك؟)
(حاشا. حاشا.)
(إذن فهلم إلي أحدثك حديثي)
(فدنا منها بجماليون المشدوه)
- (بجماليون! لقد استجابت فينوس دعائك، وقبلت صلاتك، وحضرت إلى هنا إذ كنت أنت في الهيكل تبكي وتنتحب، فمنحتني الحياة، وعلمتني من العلم ما لم أكن أعلم
- (ولكن كيف بحق فينوس عليك يا جالاتيا)
- (كنت منتصبة كما وضعتني على تلك القاعدة الناصعة، فاحسست حدقتي تتحركان وإذا بي أرى فينوس الجميلة أمامي، تأمرني أن أدلف نحوها، ففعلت، وكنت أحس كأن ثلجاً ينفذ من كياني، وأن حرارة تشيع في أركاني، وكانت فينوس تقول لي. . . (تعالي. . . تعالي، وكوني ربة هذا البيت، أحميه وأحرسيه، وانشري السعادة فيه!! هلمي إلي ألقنك دروس المحبة والحياة. . .) ثم إنها نفثت في أذني نفثات تعلمت بها هذه الكلمات، وأسبغت علي هذا الثوب الحريري الذي لابد قد رأيته على تمثالها في الهيكل. . . ليشهد لك أنها هي التي منحتني الحياة. . . ومنحتك الحب!)
- (وماذا؟ وماذا يا حبيبتي جالاتيا؟)
- (ثم تقدمت إلى فنولتني قبلة مشتهاة لن أنسى ما حييت أسرها. ودعت لي ولك بالوفاق الأبدي، والإخلاص السرمدي، لنكون أية السماء في هذه الأرجاء وابتسمت ابتسامة أرق من أطباقه أوراق الورد، ولم أعد أراها. . .)