والبول هو أول وزير إنكليزي أطلق عليه هذا اللقب واعتبر رئيساً للحكومة؛ أما قبل ذلك فكان الملك يصطفي من بين وزرائه وزيراً أو أكثر يعهد إليهم بمهام الأمور
وللوزارة البريطانية خاصة أخرى هي أن يفرق دائمً بين ديوان الوزارة (كابنت) وبين مجلس الوزارة. فأما ديوان الوزارة فلا يشمل كل الوزراء، ويعقد فقط من الوزراء الذين يمثلون الوزارات الهامة وفي مقدمتهم الرئيس؛ وهؤلاء هم الوزراء اللذين يحملون لقب (سكرتير الدولة) وعددهم سبعة، ومستشار المالية، واللورد تشانسلور، ورئيس البحرية، ورئيس مجلس التجارة وغيرهم؛ وهؤلاء يحضرون دائماً جلسات (الديوان) أما غيرهم من الوزراء الثانويين مثل وزير البريد، فلا يحضرون هذه الجلسات إلا في أحوال معينة
وقد كان العرش فيما مضى يشرف على اجتماعات الوزارة، ويرأس الملك جلساتها عادة؛ وكانت الملكة (آن) هي آخر من رأس مجلس الوزراء؛ ولكن حدث في عهد جورج الأول (أوائل القرن الثامن عشر) أن غيرت هذه العادة، فعدل الملك عن رئاسة المجلس لا لسبب سوى أنه كان ألمانياً لا يعرف الإنكليزية ولكنها غدت من ذلك الحين سنة في الدستور الإنكليزي، فملك إنكلترا لا يرأس مجلس الوزراء منذ قرنين
ولم يكن لمجلس الوزراء سكرتارية، ولا يوضع لجلساته مجلس أعمال حتى الحرب الكبرى، فاستحدث مستر لويد جورج هذه القاعدة، وعين سكرتيراً للمجلس بداعي الحاجة وما تقتضيه الأمور من سرعة الفعل؛ فغدت سنة دستورية؛ وأضحى هذا السكرتير من أهم أعضاء (الديوان) وعليه مسئولية كبيرة، فهو الذي يضع جدول الأعمال بمصادقة الرئيس ويوزعه على الأعضاء مشفوعاً بجميع الوثائق اللازمة، وفي وسع الوزراء البريطانيين متى تركوا خدمة الحكومة أن يكتبوا مذكراتهم كما شاءوا، ولكن قاعدة حكيمة مرعية تحملهم دائماً على احترام أسرار الدولة الخطيرة، فلا يبوحون بها مطلقاً
وهناك خاصة أخرى للوزارات البريطانية هي استقرارها وطول بقائها في الحكم؛ وهذه الخاصة ترجع إلى عوامل ثلاثة: الأول أن الأحزاب السياسية في إنكلترا قليلة العدد، وليست موزعة القوى والفرق كما هو الشأن في بلاد أخرى. والثاني هو أن صدور تصويت ضد الوزارة لا ينتهي بإسقاطها حتما؛ والوزارة الإنكليزية لا تطرح مسألة الثقة؛ ولا تسقط الوزارة إلا إذا هزمت في مسألة خطيرة أو وجه أليها قرار لوم على أثر المناقشة