في مسألة هامة. والثالث هو أن أعضاء الأغلبية يترددون غالباً في التصويت ضد الحكومة، لأنه يحتمل جداً أن رئيس الوزارة إذا هزمت الوزارة، يشير على الملك بحل البرلمان، وهو اعتبار له قيمته في اتزان النواب. والمفهوم دائماً أن الرئيس إذا أشار بحل المجلس، فإنما يرجع ذلك إلى أسباب جوهرية تقتضيه؛ ولم يحدث أن رئيساً أشار مرة بالحل ورفض طلبه
ولمجلس النواب البريطاني رئيس له تقاليد خاصة واحترام عميق في نفوس الأعضاء، وهو الذي يطلق عليه (مستر سبيكر) وهو يحمل مسئولية النظام في المجلس، ويؤديها بمقدرة عجيبة؛ وليس له جرس يقرعه، ولكنه إذا احتدم الجدل إلى حد كبير، يقوم من مجلسة فقط، فيضطر الأعضاء احتراماً لعادة قديمة أن يجلسوا جميعاً وبذلك تسود السكينة. ولم يحدث منذ ثلاثين عاماً أن أخرج عضو من المجلس أو اتخذت أي إجراءات غير عادية لتأييد النظام
الموسوعة الإيطالية
كان من مظاهر الأحياء الفاشستي في إيطاليا، أن عنيت إيطاليا الجديدة بالناحية الثقافية والعمل على ترقية العلوم والآداب؛ ومنذ سنة ١٩٢٥ تعنى جهات الثقافة الرسمية بإصدار موسوعة إيطالية كبرى (دائرة المعارف) لا تقل في حجمها وموادها عن الموسوعة الإنكليزية أو الأمريكية أو الروسية؛ ولم تكن إيطاليا قد عملت بعد لإخراجموسوعة من هذا النوع، وكان أول من فكر في تنفيذ المشروع السناتو تريكاني وهو من أقطاب الصناعة والمال، ورأى أن يستعين على تنفيذه بأقطاب العلم والأدب والفن في إيطاليا وفي خارجها؛ ولما رأت الحكومة خطر المشروع وأهميته تناولته بيدها، وأصدرت به قراراً رسمياً في يناير سنة ١٩٣٣؛ وتحولت الهيئة التي كانت قائمة به إلى هيئة رسمية، واشتركت معظم البنوك الإيطالية الكبرى في إنشاء الاعتماد اللازم؛ وتولى الإشراف على الناحية العلمية السنيور جنتيلي وزير المعارف السابق وهو علامة وفيلسوف كبير؛ فجمع حوله أقطاب العلم والأدب والفن؛ وقسمت أبواب الموسوعة إلى خمسين باباً وزعت على مختلف العلماء والاخصائيين؛ وروعي فيها أن تكون تامة التماسك والتناسق؛ فالمواد تفحص حين ورودها ويستبعد منها ما كان جدلياً أو مذهبياً أو متناقضاً مع غيره، وتصحح التجارب مراراً