وتتناول المقالة الثالثة البحوث الآتية: الكسور المركّبة وترقيمها، جمع الكسور المركبة وطرحها وضربها وتقسيمها وكيفية استخراج الجذرين التربيعي والتكعيبي لها. وأما الرابعة فتتضمّن ما يلي: أصول ترقيم الكسور الستينية وكيفية جمعها وطرحها وضربها وتقسيمها، واستخراج الجذرين التربيعي والتكعيبي لها. ومن الإطلاع على محتويات هذا الكتاب يتبيّن للقارئ إن الكتاب قيّم وفيه بحوث تفيد الناس على مختلف طبقاتهم في متنوّع معاملاتهم. ومما يدل على طول باع النسوي في الرياضيات وعلو كعبه فيها اعتراف الطوسي بفضله وعلمه، فقد كان يلقّب النسوي بالأستاذ، ولهذا اللقب أهمّيته عند الطوسي، ولا سيما إنه من الذين يعرفون قيمة العلماء ومن الذين لا يخلعون الألقاب على الناس بدون إستحقاق؛ ولا عجب في أن يكون من المعجبين بالنسوي المقدّرين لنبوغه وعبقريّته، فلقد استفاد كثيراً من كتاب (تفسير كتاب المأخوذات لأرشميدس) في مؤلفه (المتوسّطات) وهذا الكتاب أي (كتاب التفسير) من الكتب التي كان لها أهميتها الكبيرة في تاريخ الرياضيات، وقد ترجمها إلى العربية ثبت بن قرة. قال صاحب كشف الظنون في أسامي الكتب والفنون:(مأخوذات أرشميدس مقالة ترجمة منها ثابت بن قرة خمسة عشر شكلاً وقد أضافها المحدثون إلى جملة المتوسّطات التي يلزم قراءتها فيما بين اقليدس والمجسطي. . .) وكان للنسوي فخر تفسيرها وشرحها شرحاً دلّ على مقدرته وقوّة عقله. . .