لا لروم له، وإنه هناك كتباً أخرى (في الحساب) للكلوازي فيها صعوبة وفيها التواء وفيها تعقيداً لا تعود على القارئين بالفائدة المتوخّاة. ويقول أيضاً إنه لا يريد أن يجعل بحوثه في كتابه تدور على موضوع واحد، وإنه لا يريد أيضاً أن يحذو حذو الدينوري الذي ألّف كتاباً عنوانه يدل على إنه كتاب يتناول موضوعات الحساب المختلفة بينما هو في الحقيقة يتناول حساب النجوم فقط وليس فيه تعرّض لأي فرع من فروع علم الحساب، وهذا (على رأيه) ما لا يجيب أن يكون؛ والنسوي لا يريد أيضاً أن يكون في كتابه هذا مثل كوشيار الجبلي الذي وضع كتاباً في الحساب تعب منه الإيجاز وعنوانه لا يدل بحال من الأحوال على ما تضمنه من بحوث حسابية وأعمال رياضية
ولهذا كله (يقول النسوي): فقد رأى الضرورة تدعوه أن يخرج إلى الناس كتاباً يتجنّب فيه الأغلاط التي وقع فيها غيره من إيجاز يجعل المادة صعبة غير واضحة، ومن إطناب يدخل إلى نفوس القارئين السائم والملل. وبالفعل أخرج للناس كتاباً كان فريداً في بابه جمع فيه أحسن ما في كتب المتقدّمين والمعاصرين، وقد أضاف إليه كثيراً نظريّاته ومبتكراته، ووضع كل ذلك في قالب سهل المأخذ لا صعوبة فيه ولا تطويل، يمكن للطالب والتاجر والراصد ولكل من يريد الوقوف على أصول المعاملات المتنوّعة في الأمور الحسابية أن يستفيد منه؛ ولقد جعل النسوي هذا الكتاب في أربع مقالات، تبحث الأولى في الأعمال الصحيحة، والثانية في الكسور، والثالثة في الأعمال الصحيحة مع الكسرية، والرابعة في حساب الدرج والدقائق. فالمقالة الأولى تتناول الموضوعات التالية: أشكال الأرقام وترقيم الأعداد، جمع الأعداد الصحيحة، ميزان جمع الأعداد الصحيحة، تضعيف الأعداد، طرح الأعداد الصحيحة، ميزان طرح الأعداد الصحيحة، تنصيف الأعداد الصحيحة وميزانها، ضرب الأعداد الصحيحة وأنواعه، ميزان ضرب الأعداد الصحيحة، تقسيم الأعداد الصحيحة وأنواعه، ميزان تقسيم الأعداد الصحيحة، استخراج الجذر التربيعي للأعداد الصحيحة، ميزان استخراج الجذر التربيعي للأعداد الصحيحة، استخراج الجذر التكعيبي للأعداد الصحيحة وميزان استخراج الجذر التكعيبي للأعداد الصحيحة. وأما المقالة الثانية فتبحث في الأبواب الآتية: ترقيم الكسور، جمع الكسور، طرح الكسور، ضرب الكسور، تقسيم الكسور، استخراج الجذر التربيعي للكسور واستخراج الجذر التكعيبي للكسور.