مليكة الأمازون، وما رصّعت به من اللآلئ، ثار في نفسها فضول الذهب، وألم بها مرض الحصول عليه. فانطلقت إلى أبيها تبكي، وتشكو العطل وقلة الحلية، ولو أن خزائنها تحوي نصف ثروة المملكة
وسألها أبوها ما بكاؤها؟ فتاهت قليلاً ودلَّت، ثم ذكرت منطقة هيبوليت!!
وربت الملك على كتفي ابنته، ودعا إليه هرقل، وأمره بالذهاب إلى الأمازون والحصول على منطقة الملكة ولو أدّى دمه ثمناً لها!!
أما الأمازون، فقبيل عظيم من النساء المحاربات، يحيين حياة عسكرية حافلة بضروب من الشجاعة تحيّر الألباب وتذهل العقول. فمنهن فريق يعمل في الحصون ويسهر على قلاع المملكة، وفريق للغزو ومناوشة الأعداء، وثالث يقوم بمهمة الشرطة والعسس، ورابع للعمل في الأسطول الذي يلقي الرعب في الشواطئ. . . . . . لإ
إلخ
ولا يعيش بين شعب الأمازون أحد من الرجال، فإذا جازف رجل، وانسرق بينهن، ترصّده الموت في كل مكان!
وكانت مملكتهن في جزيرة نائية قاصية، ذهب هرقل في البحث عنها كل مذهب، واستعان بأقربائه من الآلهة ليرشدوها إليها
ونصح له أحدهم أن يدع هذه الرحلة القاسية إلى مملكة الأمازون، ولكنه أبى، لأن مجازفاته التي يتعرض بها للهلاك، إن هي إلا ثمن الحرية التي ينشدها ويحلم دائماً بها!
ووصل هرقل إلى المملكة، وتحايل حتى مثل بين يدي الملكة، فلقيته بما هو أهله من التجلة والإكرام، كابن إله عظيم. . وأبدى رغبته في الحصول على المنطقة الغالية التي تزين وسط الملكة، وتحلّي خصرها، ليقدمها ثمناً لحريته الضائعة، للفتاة المزهوة (أدميت) بنت ملك أرجوس. . .
وتبسمت الملكة، ووعدته أن تخلعها عليه، ليصنع بها بعد ذلك ما يشاء. ثم تفضلت فدعته إلى حفلة راقصة، وعشاء فاخر. . .
وهنا تبرز حيرا لتمثل دورها!!
لقد هالها هذا النجاح المطرّد الذي يظفر به خصمها في كل مكان، فتحولت إلى أمازونة