جميلة، واندست بين رعايا الملكة، وألقت في روعهن أن هرقل هو ألد أعدائهن، وأنه إنما أقبل لسبي الملكة، وليفر بها إلى ملك أرجوس، وأنه اتخذ المنطقة تعِلَّة لذلك جميعاً، فثارت ثائرة الأمازون، وتجمهرن حول الملكة، وصارحنها بما قالت لهن حيرا. فأمرتهن بالحرب. . . ولكن هرقل، البطل الأعزل، انقض كالمنية على الأمازون ففرّق شملهن، وأظفرته شجاعته بهن، ثم هجم على الملكة فاختطف منطقتها، ونظر فرأى حيرا تشهد المعركة فوق رابية قريبة، فأشار إليها قائلاً:(وهنا أيضاً أنتصر عليك، وسأنتصر عليك دائماً!)
٩ -
وطربت ابنة الملك بمنطقة هيبوليت أيما طرب، وكبرت في نفسها منزلة هرقل، فاستوصت به أباها خيراً.
واستجاب يوريذوس لشفاعة ابنته في هرقل، فلم يكلفه هذه المرة شططاً، بل اكتفى أن أمره بالتوجه إلى بحيرة ستيمفالوس ليبيد طيورها ذوات المخالب النحاسية التي تدوم فوق الماء الآسن وتغطس فيه تصيد السمك، ثم تذهب فتأكله قريباً من القرى، فتنتشر بذلك الأمراض والطواعين. ولم يكن أيسر على هرقل من أن يبيد هذه الجوارح ومعه قوسه المرنان، وفي كنانته سهامه التي رويت من دم هيدرا
١٠ - قطعان الجريونز
وكان يأوي إلى سفوح الجبال في مقاطعة أريثيا مارد مخوف مرهوب الجانب يدعى جريونز. وكانت له قطعان كبيرة من الماشية والغنم عرفت في سائر هيلاس بجودة ألبانها ونعومة أوبارها، حتى لكان يضرب بها المثل كلما فاخر الرعاة بقطعانهم
وطمع يوريذوس في نعم جريونز وشائه، فأمر هرقل أن ينصرف إلى أريثيا فلا يعود إلا بها
وأغذّ هرقل السير؛ وألقى المارد مُمداً في كهفه السحيق يغط في نوم عميق، فانقض عليه كأنه الشهاب الراصد، وقبض بيديه الحديديتين على عنقه الغليظ فلم يفلته إلا جثة لا نامة فيها ولا نفس! وساق القطعان، وتولى إلى ملك أرجوس بالثروة الطائلة، والوفر الكثير
وأرخى الليل سدوله، ولما يبلغ هرقل نصف الطريق، فأناخ في منحدر معشوشب، ولعبت