١٣٥ - نا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْحُنَيْنِ , قَالَ: ثنا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , قَالَ: ثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ , قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي , عَنْ جَدِّي , أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ غِفَارِ بَنِي عَامِرٍ , فَطَالَ طَوَالُهَا مَعَ جَدِّي , لا يُصِيبُ مِنْهَا وَلَدًا , قَالَ: فَزَارَهَا أَبُوهَا , قَالَ: فَقَالَ لَهَا: أَبُنَيَّةُ مَالِكٍ عَنِ الْوَلَدِ , وَأَنْتِ مِنْ نِسْوَةِ وَلَدٍ , فَقَالَتْ: أَتَلِدُ الْمَرْأَةُ إِلا مِنْ زَوْجِهَا؟ قَالَ: فَمَا شَأْنُ زَوْجِكِ؟ قَالَتْ: نَهَارُهُ صَائِمٌ , وَلَيْلُهُ قَائِمٌ , قَالَ: فَأَتَى أَبُوهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو , فَقَالَ: إِنَّ ابْنَتِي مِنَ النِّسَاءِ , تُرِيدُ مَا يُرِيدُ النِّسَاءُ مِنْ قُرَّةِ الْعَيْنِ وَالْوَلَدِ , قَالَ: هُوَ الَّذِي بَلَغَكَ , وَأَمْرُ بِنْتِكَ بِيَدِكَ , قَالَ: فَإِنِّي قَدْ ضَمَمْتُ ابْنَتِي إِلَيَّ , وَفَرَّقْتُ بَيْنَكُمَا , ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ إِنَّ ابْنَتِي عِنْدَ رَجُلٍ يَصُومُ النَّهَارَ وَيَقُومُ اللَّيْلَ كُلَّهُ , فَقَالَ: «مَنْ هُوَ؟» قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو , قَالَ: فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ , فَأَتَاهُ , فَقَالَ: «يَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو إِنَّ لَنَا سُنَّةً , فَمَنْ أَخَذَ بِهَا فَهُوَ مِنَّا , وَمَنْ تَرَكَهَا فَلَيْسَ مِنَّا , يَصُومُ وَيُفْطِرُ , وَيُصَلِّي وَيَنَامُ , فَاقْرَأِ الْقُرْآنَ فِي ثَلاثِينَ لَيْلَةً» .
قَالَ: فَأَنَا أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ , قَالَ: فَمَا زَالَ يُزَايِدُنِي حَتَّى قَالَ: «اقْرَأْهُ فِي سَبْعٍ» .
قَالَ: فَقَالَ فِي الصِّيَامِ: صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ ".
قَالَ: أَنَا أَقْوَى مِنْ ذَلِكَ , قَالَ: فَمَا زَالَ يُزَايِدُنِي حَتَّى قَالَ: «صُمْ صِيَامَ دَاوُدَ؛ فَإِنَّهُ لا يَعْدُو وَلا يَفِرُّ مِنَ الزَّحْفِ إِذَا لَقِيَ» .
قَالَ حِينَ ضَعُفَ: لأَنْ أَكُونَ قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا فِي الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ وَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ»