٢٠٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ جَابِرٍ السَّقَطِيُّ , ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سَلامٍ الْمَنِيحِيُّ , ثنا وَضَّاحُ بْنُ عَبَّادٍ , عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْمِلُ لَهُ الطَّهُورَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ إِذْ سَمِعَ مُنَادِيًا , فَقَالَ: «يَا أَنَسُ، صَهْ» .
فَقَالَ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى مَا يُنَجِّينِي مِمَّا خَوَّفْتَنِي مِنْهُ.
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَوْ قَالَ أُخْتَهَا مَعَهَا» .
فَكَأَنَّ الرَّجُلَ لُقِّنَ مَا أَرَادَ رَسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: وَارْزُقْنِي شَوْقَ الصَّادِقِينَ إِلَى مَا شَوَّقْتَهُمْ إِلَيْهِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَجَبَتَا» .
ثُمَّ قَالَ لِي: " يَا أَنَسُ، ضَعْ هَذَا الطَّهُورَ , وَائْتِ هَذَا الْمُنَادِيَ , فَقُلْ لَهُ: ادْعُ لِرَسُولِ اللَّهِ أَنْ يُعِينَهُ اللَّهُ عَلَى مَا ابْتَعَثَهُ , وَادْعُ لأُمَّتِهِ أَنْ يَأْخُذُوا مَا أَتَاهُمْ بِهِ نَبِيُّهُمْ بِالْحَقِّ ".
فَقَالَ لِي: وَمَنْ أَرْسَلَكَ؟ فَكَرِهْتُ أَنْ أَقُولَ لَهُ , وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ رَسُولَ اللَّهِ , فَقُلْتُ: وَمَا عَلَيْكَ رَحِمَكَ اللَّهُ، ادْعُ بِمَا سَأَلْتُكَ , فَقَالَ: لا , أَوْ تُخْبِرُنِي مَنْ أَرْسَلَكَ , فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَأَعْلَمْتُهُ , فَقَالَ: " قُلْ: أَنَا رَسُولٌ لِرَسُولِ اللَّهِ ".
فَقُلْتُ: أَنَا رَسُولٌ لِرَسُولِ اللَّهِ , فَقَالَ: مَرْحَبًا بِرَسُولِ اللَّهِ وَبِرَسُولِهِ , أَنَا كُنْتُ أَحَقَّ أَنْ آتِيَهُ , اقْرَأْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ السَّلامَ , فَقُلْ لَهُ: الْخَضِرُ يُقْرِؤُكَ السَّلامَ , وَيَقُولُ لَكَ: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَدْ فَضَّلَكَ عَلَى النَّبِيِّينَ , كَمَا فَضَّلَ شَهْرَ رَمَضَانَ عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ , وَفَضَّلَ أُمَّتَكَ عَلَى الأُمَمِ كَمَا فَضَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى سَائِرِ الأَيَّامِ , فَلَمَّا وَلَّيْتُ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ الْمَرْحُومَةِ الْمُرْشَدَةِ الْمُتَابِ عَلَيْهَا