للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثانيًا: شرح ألفاظ الحديث:

وَأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لَا أَعْلَمُ: قال ابن القيم : "فهذا طلب الاستغفار مما يعلمه الله أنه ذنب، ولا يعلمه العبد" (١).

قال الغزالي : "ولذلك أي لخفائه عجز عن الوقوف على غوائله سماسرة العلماء فضلًا عن عامة العباد وهو من أواخر غوائل النفس وبواطن مكائدها وإنما يبتلى به العلماء والعبّاد المشمرين عن ساق الجد بسلوك سبيل الآخرة فإنهم مهما جهدوا أنفسهم وجاهدوها وفطموها عن الشهوات وصانوها عن الشبهات وحملوها بقهرهم إياها على أصناف العبادات عجزت نفوسهم عن الطمع في المعاصي الظاهرة الواقعة على الجوارح بالخير وإظهار العلم والعمل فوجدت مخلصا عن ضيق المجاهدة إلى لذة القبول عند الخلق ونظرهم إليه بعين الوقار والتعظيم فنازعت إلى إظهار الطاعة وتوصلت إلى اطلاع الخلق ولم تقنع باطلاع الخالق، وفرحت بحمد الناس ولم تقنع بحمد الله سبحانه .. " (٢).

* * *


(١) مدارج السالكين (١/ ٢٨٣).
(٢) إحياء علوم الدين (٢/ ٢٧٥).

<<  <   >  >>