للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يكفر كفرًا ينقله عن الملة، لكنه من الشرك الأصغر .. " (١)، قلت: نعم هو كذلك، ولكن إن كان يعتقد بالمحلوف به، ما لله من التعظيم والخوف فهو من الشرك الأكبر، كما بيّن بقوله: " .. لكن الذي يفعله عباد القبور إذا طلبت من أحدهم اليمين بالله، أعطاك ما شئت من الأيمان صادقًا أو كاذبًا. فإذا طلبت منه اليمين بالشيخ أو تربته أو حياته، ونحو ذلك، لم يقدم على اليمين به إن كان كاذبًا. فهذا شرك أكبر بلا ريب، لأن المحلوف به عنده أخوف وأجل وأعظم من الله. وهذا ما بلغ إليه شرك عباد الأصنام وقال ابن حجر : "قال إمام الحرمين المذهب القطع بالكراهة، وجزم غيره بالتفصيل، فإن اعتقد في المحلوف فيه من التعظيم ما يعتقده في الله، حرم الحلف به، وكان بذلك الاعتقاد كافرًا … وأما إذا حلف بغير الله لاعتقاده تعظيم المحلوف به على ما يليق به من التعظيم، فلا يكفر بذلك، ولا تنعقد يمينه .. " (٢).

* * *


(١) تيسير العزيز الحميد ص ٥١٤.
(٢) الفتح (١١/ ٥٣١).

<<  <   >  >>