للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٠ - حدثنا عبد الله [١٣٦/ب] بن إسماعيل الهاشمي حدثنا محمد بن أحمد بن البراء حدثنا عبد المنعم بن إدريس بن سنان عن أبيه قال: ذكر وهب عن ابن عباس عن علي عن رسول الله صلى الله عليه في قوله: {فَلَا أُقْسِمُ [بِالْخُنَّسِ] (١). الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} قال: هن الخمسة الكواكب البرجيس وعطارد وزحل وبهرام والزهرة فهذا (٢) الكواكب الخمسة الطالعات الجاريات مع الشمس والقمر في الفلك الغاربات الرائحات فأما سائر الكواكب فمعلقات في السماء كتعليق القناديل في المساجد وهن نجوم مع السماء دورانًا بالتسبيح والتقديس والصلاة لله وقال رسول الله صلى الله عليه: إن أحببتم أن تستيقنوا تستبينوا (٣) ذلك، فانظروا إلى دوران الفلك مرة هاهنا ومرة هاهنا فإن لم تستبينوا الفلك والمجرة وبياضها مرة هاهنا ومرة هاهنا فذلك دوران السماء ودوران الكواكب معها كلها سوى الخنس ودورانها اليوم كما ترون تلك صلاتها ودورانها إلى يوم القيامة في سرعة دوران الرَّحا من أهوال إلى يوم القيامة وزلازله فذلك قوله: {يوم تمور السماء مورًا. وتسير الجبال سيرًا} قال: تسير الجبال (٤) البحر إلى البر وتسير جبال البر إلى البحر وجبال المشرق إلى المغرب وجبال المغرب إلى المشرق وتسد أبواب الشمس التي تطلع منها ولا تزال تحوم لأنها مأمورة حتى تؤمر فتطلع من مغربها وتحبس قبل طلوعها من مغربها مقدار ثلاثة أيام فإذا طلعت الشمس فإنها تطلع من بعض تلك العيون على عجلتها ومعها ثلاثمئة وستون ملكًا ناشروا أجنحتهم يجرونها في الفلك بالتسبيح والتقديس لله على قدر ساعات النهار والقمر كذلك على قدر ساعات الليل ما بين الطول والقصر في الشتاء والصيف والخريف والربيع فإذا أحب الله أن يبتلي الشمس والقمر ويري العباد آية من الآيات يستعتبهم ليرجعوا عن معاصيهم ويقبلوا على طاعته زالت الشمس عن العجلة فوقعت في غمر ذلك البحر وهواء الفلك وإذا أراد الله أن يعظم الآية وقعت الشمس كلها فلا يبقى على العجلة شيء منها فذلك حين يظلم النهار وتبدوا النجوم فذلك المنتهى من كسوفها وإذا أراد الله أن يجعل آية [دون] (٥) آية وقع منها النصف أو الثلث أو الربع أو أكثر من ذلك أو أقل في الماء وتبقى سائر ذلك على العجلة فهو الكسوف دون الكسوف وبه للشمس والقمر وتخويف للعباد واستعتاب من الذنوب فأنى ذلك كان صارت للملائكة الموكلون بالعجلة فريقان فريق منهم [١٣٧/أ] يجرون الشمس من البحر إلى العجلة وفريق يجرون العجلة إلى الشمس وهم في ذلك يمدونها في الفلك على مقادير ساعات النهار وساعات الليل وقد ألهمهم الله على ذلك وجعل لهم تلك القوم فالذي ترون من خروج الشمس بعد الكسوف قليلاً من ذلك السواد الذي يعلوها فهو عمق ذلك البحر فإذا ما أخرجوها كلها اجتمعت الملائكة فحملوها حتى يضعوها على العجلة فذلك حين تتجلى لأهل الأرض يحمدون الله على ما قواهم وأعانهم وهم متعلقون بعرى العجلة يجرونها في لجة ذلك البحر حتى إذا بلغوها المغرب أدخلوها تلك العين فيسقط في العين من السماء وقد قال رسول الله صلى الله عليه وفيما خلق الله العجب وفيما بقي من القردة مما لم يخلق أعجب من ذلك وأعجب (٦).


(١) من هامش الأصل.
(٢) كذا.
(٣) كذا في الأصل. ولعل الصواب بحذف: (تستيقنوا).
(٤) كذا في الأصل.
(٥) من الهامش.
(٦) في إسناده عبد المنعم بن إدريس قال أحمد بن حنبل: كان يكذب على وهب بن منبه. «لسان الميزان» (٥/ ٢٨٠).

<<  <   >  >>