للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩١ - حدثنا علي بن محمد بن إبراهيم البيع حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا حدثنا علي بن بشر حدثنا حفص بن عمر الهمداني الكوفي حدثنا حفص بن معاوية ونوح بن أبي مريم عن مقاتل بن حيان عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال علي بن أبي طالب: بأبي وأمي يا رسول الله ذكرت مجرى الخنس مع الشمس والقمر وقد أقسم الله بالخنس في القرآن فما الخنس يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه: خمس كواكب: البرجيس وزحل وعطارد وبهرام والزهرة فهذه الكواكب الخمس الطالعات الجاريات مثل الشمس والقمر في الفلك الغاربات معهما فأما سائر الكواكب فمعلقات من السماء كتعليق القناديل من المساجد فهن يحُمن مع السماء دورانًا بالتسبيح والتقديس والصلاة فإن أحببتم أن تستبينوا ذلك فانظروا إلى دوران الفلك هاهنا مرة وهاهنا مرة وإن لم تستبينوا الفلك فالمحوة (١) وبياضها مرة هاهنا ومرة هاهنا فذلك دوران السماء ودوران الكواكب معها كلها سواء هذه الخمس ودورانها اليوم كما ترون وتلك صلاتها ودورانها إلى يوم القيامة في سرعة دوران الرحا من أهوال يوم القيامة وزلازلها وبلابلها ذلك قوله: {يوم تمور السماء مورًا وتسير الجبال سيرًا} فإذا طلعت الشمس فإنها تطلع من بعض تلك العيون على عجلتها ومعها ثلاثمئة وستون ملكًا ناشروا أجنحتها وهم يجرونها في الفك بالتسبيح والتقديس لله على قدر ساعات النهار والقمر كذلك قدر ساعات الليل ما بين الطول والقصر في الشتاء كذلك وفي الصيف وما بينهما في الخريف والربيع فإذا أحب الله أن يبتلي الشمس والقمر ويري العباد آية من الآيات أو [١٣٧/ب] يستعتبهم رجوعًا عن معاصيه وإقبالاً على طاعته خرَّت الشمس عن العجلة فتقع في غمر ذلك البحر فإذا أراد الله أن يعظم الآية ويشتد تخويف العباد وقعت الشمس فلا يبقى على العجلة منها شيء فذلك حين يظلم النهار وتبد (٢) النجوم وذلك هو المنتهى من كسوفها فإذا أراد لله أن يعجل آية دون آية وقع النصف منها أو الثلث أو الثلثان في الماء ويبقى سائر ذلك على العجلة وهو كسوف دون كسوف فلا (٣) للشمس والقمر وتخويفًا للعباد واستعتابًا من الرب وأي ذلك كانت صارت الملائكة الموكلون بعجلتها فرقتين فرقة منهم يقبلون على الشمس يجرونها نحو العجلة والفرقة الأخرى يقبلون على العجلة فيجرونها نحو الشمس وهم في ذلك يتردونها (٤) في الفلك على مقادير ساعات النهار وساعات الليل ليلاً كان أو نهارًا لكي لا يزيد في طولها شيء وقد ألهمهم الله على ذلك وجعل لهم تلك القوة والذي ترون من خروج الشمس والقمر بعد الكسوف قليلاً قليلاً من ذلك السواد الذي يعلوهما فهو غمر ماء ذلك البحر فإذا ما أخرجوها كلها اجتمعت الملائكة كلهم فاحتملوها حتى يضعوها على العجلة فذلك حين تتجلى للعالم ثم يحمدون الله على ما قواهم لذلك ويتعلقون بعرى العجلة يجرونها بإذن الله في لجة غمر ذلك البحر حتى إذا بلغوها المغرب أدخلوها تلك العين فتسقط من أفق السماء في العين وذلك أن الله خلق مدينتين إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب على كل مدينة منها عشرة ألف باب ما بين كل بابين فرسخ فأهل المدينة التي بالمشرق من بقايا عاد من نسل مؤمنيهم الذين [كانوا] (٥) آمنوا بهود وأهل المدينة التي بالمغرب من بقايا ثمود من نسل مؤمنيهم الذين كانوا آمنوا بصالح اسم [المدينة] (٦) التي بالمشرق بالسريانية برقيسيا وبالعربية جابلق واسم المدينة التي بالمغرب بالسريانية برجيسا وبالعربية جابرس ينوب كل باب عشرة ألف ألف رجل في كل يوم من الحراسة عليهم السلام ومعهم الكراع ثم لا ينوبهم تلك الحراسة [بعد ذلك اليوم] (٧) إلى يوم ينفخ في الصور والذي نفس محمد بيده لولا كثرة هؤلاء القوم وضجة أصواتهم لسمع أهل الدنيا وقع هذه الشمس حين تطلع وحين تغرب ومن ورائهم ثلاث أمم منسك وتاويل وتاريس ومن ورائهم يأجوج ومأجوج وإن جبريل انطلق بي إليهم حين أسري بي فدعوت يأجوج ومأجوج إلى دين الله وعبادته فأبوا أن يجيبوني فهم في النار مع من عصى الله من ولد آدم وولد إبليس ثم انطلق بي إلى هاتين المدينتين ودعوتهما إلى دين الله وعبادته فأجابوا [١٣٨/أ] ولم يأبوا فهم إخواننا في الدين من أحسن منهم فهو مع محسنكم ومن أساء منهم فهو مع المسيء منكم ثم انطلق بي الأمم (٨) الثلاث فدعوتهم إلى دين الله وعبادته فأبوا علي وأنكروا ما دعوتهم إليه فكفروا بالله وكذبوا رسولهم فهم يأجوج (٩) ومأجوج وسائر من عصى الله في النار فإذا غربت الشمس دفع بها إلى السماء السابعة في سرعة طيران الملائكة وتحبس تحت العرش فتستأذن من أين تؤمر بالطلوع من مغربها أو من مشرقها فتكسى ضوؤها وإن كان القمر فنوره على مقادير ساعات الليل والنهار ثم ينطلق بها إلى بين السماء السابعة العليا وبين أسفل درجات الجنان في سرعة طيران الملائكة فتنحدر حيال المشرق من سماء إلى سماء فإذا ما وصلت إلى هذه السماء فذلك حين ينفجر الصبح فإذا ما انحدرت في بعض تلك العيون فذلك حين ينفجر الصبح فإذا ما وصلت إلى هذا الوجه من السماء فذلك حين يضيء البرق وكذلك مطلعها ومغربها ما بين أولها عينًا إلى آخرها عينًا في الطلوع والغروب فذلك تمام السنة بعدة أيامها ولياليها ثلاثمئة وستون يومًا وثلاثمئة وستون ليلة وخلق الله [عند المشرق حجابًا من الظلمة على البحر السابع بمقدار عدة الليالي في الدنيا من يوم خلق الله] (١٠) الدنيا إلى يوم تقوم (١١) فإذا كان فإذا كان عند غروب الشمس أقبل ملك من الملائكة قد وكل بالليل فيقبض قبضة من ظلمة ذلك الحجاب ثم يستقبل المغرب فلا يزال يرسل الظلمة من خلال أصابعه قليلاً قليلاً وهو يراعي الشفق فإذا غاب الشفق أرسل الظلمة كلها ثم ينشر جناحيه فيبلغان قطر (١٢) الأرض وكتفي (١٣) السماء ويجاوزان ما شاء الله في الهواء فيسوق الليل بجناحيه بالتسبيح والتقديس لله حتى بلغ المغرب على قدر ساعات الليل فإذا بلغ المغرب انفجر الصبح من المشرق وضم الملك جناحيه ثم يضم الظلمة كلها بعضها إلى بعض بكفيه ثم يقبض عليها بكف واحد نحو قبضته إذ تناولها من الحجاب بالمشرق ثم يضعها عند المغرب على البحر السابع فمن هنالك ظلمة الليل فإذا ما نقل ذلك الحجاب من المشرق إلى المغرب نفخ في الصور وانقضت الدنيا فضوءء النهار من قبل الشمس وظلمة الليل من قبل ذلك الحجاب فلا تزال الشمس والقمر كذلك من مطلعها إلى مغربها إلى ارتفاعها من السماء السابعة [١٣٨/ب] إلى محبسها تحت العرش حتى يأتي الوقت الذي وقته الله .... العباد وتكثر المعاصي في الأرض ويذهب المعروف فلا يأمر به أحد فيفشو المنكر فلا ينتهي عند (١٤) أحد فإذا فعلوا ذلك حبست الشمس مقدار يوم وليلة [تحت العرش] (١٥) كلما سجدت واستأذنت [من أين أطلع] (١٦) فلا يحار إليه (١٧) الجواب حتى يحبسها مقدار ثلاث ليال ليلتين للشمس وليلتين للقمر (١٨) فلا يعرف طول تلك الليلة إلا المجتهدون (١٩) في الأرض وهم يومئذ عصبة قليلة في بلدة من بلاد المسلمين وهوان من الناس وذلة من أنفسهم فينام أحدهم تلك الليلة قدر ماكان ينام قبلها من الليل ثم يقوم يتوضأ فدخل (٢٠) مصلاه فيصلي ورده فلا يصبح نحو ما كان يصبح كل ليلة قبل ذلك فينكر ذلك فيخرج فينظر إلى السماء فإذا هو بالليل مكانه والنجوم قد استدارت مع السماء فصارت إلى أماكنها من أول الليل فينكر ذلك ويظن فيه الظنون فيقول أخففت قراءتي؟ أقصرت صلاتي؟ أم قمت قبل حين ثم يدخل فيعود إلى مصلاه فيصلي نحو صلاته الليلة الثانية ثم ينظر فلا يرى الصبح فيخرج أيضًا فإذا بالليل هو مكانه فيزيده ذلك إنكارًا ويخالطه الخوف ويظن في ذلك الظنون من الشر ثم يقول: لعلي أقصرت [قد] (٢١) صلاتي أم خففت قراءتي أم قمت في أول الليل ثم يعود وهو وجل مشفق خائف لما يتوقع من خوف تلك الليلة فيصلي أيضًا مثل صلاته فينظر فلا يرى الصبح فيخرج الثالثة فإذا هو بالنجوم قد استدارت مع السماء فصارت عند أول الليل فيشفق عند ذلك شفقة المؤمن العارف لما كان يتحذر فتستخفه الندامة ثم ينادي بعضهم بعضًا وهم قبل ذلك معارفون (٢٢) ويتواصلون فيجتمع المتهجدون من أهل كل بلد في تلك الليلة في مسجد من مساجدهم فيجأرون إلى الله بالبكاء والصراخ بقية تلك الليلة فإذا ما تم لهما مقدار تلك (٢٣) ثلاث ليال أرسل الله إليهما جبريل فيقول: إن الرب عز وجل أمركما أن ترجعا إلى مغاربكما فتطلعا من وأن لا ضوء لكما عندنا ولا نور قال: فيبكيان عند ذلك وجلاً من الله وخوف [يوم القيامة] (٢٤) بكاء يسمعه أهل سبع سماوات ومن دونهم وأهل سرادقات العرش ومن دونهم فيبكون جميعًا لبكائهما مع ما خالطهما من خوف الموت وخوف القيامة فترجع والقمر [١٣٩/أ] فيطلعان من مغربهما فبينا المجتهدون (٢٥) يبكون ويصرخون إلى الله والغافلون في غفلتهم إذ نادى منادي (٢٦) ألا إن الشمس اطلعا (٢٧) من المغرب فينظر الناس فغذا هم بهما أسودين مكورين لا ضوء للشمس ولا نور للقمر مثلهما في كسوفهما قبل ذلك فذلك قوله: {وجمع الشمس والقمر} وذلك قوله: {إذا الشمس كورت} فريتفعان كذلك مثل البعيرين القرينين ينازع كل واحد منهما صاحبه اشتياقًا ويتصارخ أهل الدنيا وتذهل الأمهات عن أولادهن والأحبة عن ثمرات قلوبهم وتشغل كل نفس بما أتاها وأما الصالحون والأبرار فإنه ينفعهم بكاؤهم يومئذ وتكتب [لهم عبادة أما الفسقون والفجار فإنه لا ينفعهم بكاؤهم يومئذ وتكتب] (٢٨) عليهم حسرة فإذا بلغت الشمس والقمر سرة السماء وهو منتصفها جاءهما جبريل فأخذ بقرونهما وردهما إلى المغرب فلا يغربهما من مغاربهما من تلك العيون ولكن يغربهما من باب التوبة قال عمر: بأبي أنت وأمي يا رسول الله وما باب التوبة؟ قال: خلق الله باب التوبة خلف المغرب له مصراعان من ذهب مكللان بالدر والجوهر ما بين المصراع إلى المصراع الآخر مسيرة أربعين عامًا للراكب المسرع وذلك الباب مفتوح منذ يوم خلق الله خلقه إلى صبيحة تلك الليلة ولم يتب عبد من عباد الله توبة نصوحًا منذ خلق الله آدم إلى ذلك اليوم إلا ولجت تلك التوبة في ذلك الباب ثم ترفع إلى الله فقال معاذ بن جبل: بأبي أنت وأمي يا رسول الله وما التوبة النصوح؟ قال: أن يندم العبد على الذنب الذي أصاب فيعتذر إلى الله ثم لا يعود إليه كما لا يعود اللبن إلى الضرع قال فيضرب بهما جبريل في ذلك الباب ثم يرد المصراعان فيلتأم ما بينهما ويصير بينهما كأنه لم يكن بينهما صدع قط فإذا أغلق ما (٢٩) باب التوبة لم تقبل لعبد عند ذلك توبة وبم تنفعه حسنة يعملها في الإسلام إلا من كان قبل ذلك محسنًا فإنه يُجرى له ما كان يجرى قبل ذلك فذلك قوله: {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا} فقال أبي بن كعب: يا رسول الله فكيف بالشمس والقمر يومئذ وفيها (٣٠) بعد ذلك وكيف الناس والدنيا؟ فقال: يا أبي إن الشمس والقمر يكسيان بعد ذلك الضوء والنور ويطلعان على الناس ويغربان كما كانا قبل ذلك وأما الناس فإنهم رأوا ما رأوا من فظاظة (٣١) تلك الآية وعظمها فيلحون على الدنيا حتى يجروا فيها الأنهار [١٣٩/ب] ويغرسوا النبات ويبنوا بنيانًا وأما الدنيا فإنه لو نتج رجل فيها مُهرًا لم يركبه حتى تقوم الساعة من لدن طلوع الشمس والقمر من مغربها بعد ذلك اليوم إلى يوم أن ينفخ في الصور فقال حذيفة: يا رسول الله فكيف عند النفخ في الصور فقال النبي صلى الله عليه: يا حذيفة والذي نفس محمد بيده لينفخن في الصور ولتقومن الساعة والثوب بين الرجلين فلا يطويانه ولا يتبايعانه ولتقومن الساعة والرجل قد انصرف بلبن لقحته من تحتها فلا يشربه ولتقومن الساعة] (٣٢) والرجل قد رفع لقمة إلى فيه فلا يطعمها ثم تلا هذه الآية: {وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون} فإذا قامت القيامة وقضى الله بين أهل الدارين (٣٣) وتبيَّن (٣٤) بين أهل الجنة والنار ولما يدخلوها بعد أن يدعو الرب عز وجل بالشمس والقمر فيجاء بهما أسودين مكورين قد وقعا في زلازل وبلابل ترعد فرائضهما من هول ذلك اليوم ومخافة الرحمن فغذا كانا حيال العرش خرَّا لله ساجدين فيقولان: إلهنا قد علمتَ طاعتنا لك ودءوبنا في عبادتك وسرعتنا للمضي في أمرك أيام الدنيا فلا تعذبنا بعبادة المشركين إيانا فقد علمتَ أنَّا لم ندعُ إلى عبادتنا ولم نذهل عن عبادتك فيقول الرب: قد صدقتما فإني قضيت على نفسي أني أُبدئ وأُعيد وإني معيدكما إلى ما بدأتكما منه فارجعا إلى ما خلقتما منه. فيقولان: ربنا مما خلقتنا؟ فيقول: خلقتكما من نور عرشي فارجعا إليه. فيلتمع من كل واحد منهما برقة تخطف الأبصار فيختلطان بنور العرش فكذلك (٣٥) قوله: {إنه هو يبدئ ويعيد} (٣٦).


(١) كذا في الأصل وفي المصادر: (فالمجرة).
(٢) كذا في الأصل والصواب كما في المصادر: (تبدو).
(٣) كذا في الأصل وفي المصادر: (وبلاء).
(٤) في «تاريخ» الطبري: (يقرونها) وفي «العظمة» (يقودونها).
(٥) ق): (في).
(٦) ق): (في).
(٧) ق): (في).
(٨) كذا في الأصل وفي المصادر: (إلى الأمم).
(٩) كذا في الأصل وفي المصادر: (فهم مع يأجوج).
(١٠) تكررت هذه العبارة في الأصل.
(١١) في المصادر: (تصرم).
(١٢) في المصادر: (قطري).
(١٣) في المصادر: (كنفي).
(١٤) في المصادر: (عنه).
(١٥) ق): (في).
(١٦) ق): (في).
(١٧) في المصادر: (إليها).
(١٨) في المصادر: (حتى يحبسها مقدار ثلاث ليال الشمس وليلتين القمر).
(١٩) في المصادر: (المتهجدون).
(٢٠) في «العظمة»: (فيدخل).
(٢١) من الهامش.
(٢٢) في المصادر: (يتعارفون).
(٢٣) ليست في المصادر.
(٢٤) من الهامش.
(٢٥) في المصادر: (المتهجدون).
(٢٦) في المصادر: (منادٍ).
(٢٧) في «العظمة»: (ألا إن الشمس والقمر قد طلعا).
(٢٨) من الهامش.
(٢٩) ليست في المصادر.
(٣٠) في «العظمة»: (وفيما).
(٣١) في المصادر: (فظاعة).
(٣٢) من الهامش.
(٣٣) في المصادر: (وقضى الله بين الناس).
(٣٤) في المصادر: (وميَّز).
(٣٥) في المصادر: (فذلك).
(٣٦) رواه أبو الشيخ في «العظمة» (٤/ ١١٦٣) من طريق نوح بن أبي مريم به. ورواه الطبري في «التاريخ» (١/ ٦٣) من طريق مقاتل به. وفي إسناده نوح بن أبي مريم وهو كذاب معروف وعلي بن بشر هو الأصبهاني متروك. وحفص بن عمر وحفص بن معاوية لم أتبين من هما.
والخبر موضوع قبح الله من وضعه والأظهر أنه من وضع نوح بن أبي مريم، وتلقفه منه الكذابون وزادوا فيه ونقصوا وركبوا له الأسانيد. قال أحمد بن محمد بن شبويه: بلغني عن ابن المبارك أنه قال في الحديث الذي يرويه أبو عصمة، عن مقاتل بن حيّان في الشمس والقمر: ليس له أصل.
علَّق ابن حجر في «التهذيب» (١٠/ ٤٨٧): الحديث الذي أشار إليه ابن المبارك في الشمس والقمر، هو حديثٌ طويل، آثار الوضع عليه ظاهرة. وأورده أبو جعفر الطبري في أول تاريخه في بدء الخلق وأشار إلى عدم صحته مع قلة كلامه على الحديث في ذلك الكتاب. اهـ وتوسع في تخريجه وبيان بطلانه إبراهيم المديهش في رسالته: الأحاديث المرفوعة والموقوفة في كتاب «حياة الحيوان الكبرى» للدَّمِيري.

<<  <   >  >>