٥٤ - حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ، ثنا أَبُو الْمُغِيرَةِ، ثنا مُعَاذُ بْنُ رِفَاعَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: " مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ عَلَى بَقِيعِ الْغَرْقَدِ، فَكَانَ النَّاسُ يَمْشُونَ خَلْفَهُ، قَالَ: فَلَمَّا سَمِعَ صَوْتَ النِّعَالِ وَقَرَ ذَلِكَ فِي نَفْسِهِ فَجَلَسَ حَتَّى قَدَّمَهُمْ أَمَامَهُ لِئَلا يَقَعَ فِي نَفْسِهِ شَيْءٌ مِنَ الْكِبْرِ، قَالَ: فَلَمَّا مَرَّ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ فَإِذَا هُوَ بِقَبْرَيْنِ قَدْ رَمَوْا فِيهِمَا رَجُلَيْنِ، فَوَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «مَنْ دَفَنْتُمْ هَهُنَا الْيَوْمَ؟» قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ فُلانًا وَفُلانًا، قَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ الآنِ، وَيُفْتَنَانِ فِي قُبُورِهِمَا» .
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَفِيمَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَتَنَزَّهُ مِنَ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» ، فَأَخَذَ جَرِيدَةً فَشَقَّهَا وَجَعَلَهَا عَلَى الْقَبْرَيْنِ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلِمَ فَعَلْتَ؟ قَالَ: «عَسَى أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا» .
قَالُوا: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَحَتَّى مَتَى يُعَذَّبَانِ؟ قَالَ: «الْغَيْبُ لا يَعْلَمُهُ إِلا اللَّهُ» .
قَالَ: «وَلَوْلا تَمْرِيجٌ فِي قُلُوبِكُمْ لَسَمِعْتُمْ مَا أَسْمَعُ»
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute