للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إلى جَنةٍ أو إلى نارٍ (١).

٥٢٨ - (٢٩) حدثنا أبو عبدِ اللهِ محمدُ بنُ الحسينِ الحاسبُ: حدثنا محمدُ بنُ المُعلَّى: حدثنا أبو بكرِ / بنُ دُريدٍ: حدثنا السكنُ بنُ سعيدٍ: حدثنا العباسُ بنُ الحسينِ، عن المَرزبانِ بنِ فهدٍ قالَ:

دَخلتُ على عَمرو بنِ العاصِ وقَد احتُضرَ ودَخلَ عليه عبدُ اللهِ ابنُه فقالَ: يا عبدَ اللهِ، خُذ ذلكَ الصُّندوقَ، فقالَ له: لا حاجةَ لي فيه (٢)، فقالَ عَمرو: ليتَه مَملوءاً بَعراً. وقالَ: فقلتُ: يا أبا عبدَ اللهِ إنَّكَ كنتَ تقولُ: أشتَهي أنْ أرَى رَجلاً عاقلاً يَموتُ فأسأَلَه كيفَ تَجدُ وكيفَ تَجدُكَ، قالَ: أجدُ السماءَ ظَهرَت على الأرضِ وأنا بينَهما، وأراني كأنَّما أتنفَّسُ مِن خرقِ (٣) إبرةٍ، ثُم قالَ: اللهمَّ خُذ مِني حتى تَرضى، ثم رَفعَ يدَه فقالَ: اللهمَّ أمرتَ فعَصَينا، ونَهيتَ فرَكبْنا، ولا بريءٌ فأَعتذرُ، ولا قويٌّ فأنتصرُ، ولكنْ لا إلهَ إلا اللهُ، ثلاثاً، ثم فاظَ (٤).


(١) أخرجه البيهقي في «الشعب» (١٠١٦٩)، وابن عساكر (٢١/ ٤٤٤) من طريق حماد بن يحيى الأبح، عن معاوية بن قرة، عن سلمان الفارسي به، ليس في إسناده أبو عثمان النهدي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في «قصر الأمل» (٢٩) من طريق سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان به.
وأخرجه الشجري في «أماليه» (٢٣٨٥)، وابن عساكر (٢١/ ٤٤٤ - ٤٤٥) من وجوه أخر عن سلمان الفارسي.
(٢) زاد في «الكامل»: قال إنه مملوء مالاً، قال: لا حاجة لي به .. .
(٣) كذا في الأصل، وفي «الكامل» -وكذا كتب اللغة والغريب-: خُرْت. وقال: يعني من ثقب إبرة.
(٤) قال في «الكامل»: وقوله: «فاظ» أي مات .. .. ولا يقال: بالضاد إلا للإناء.
والأثر فلم أقف من هذا الوجه، وفي إسناده غير واحد لم أجد لهم ترجمة.
وقال المبرد في «الكامل» (١/ ٢١٢ - ٢١٣): وحدثني العباس بن الفرج الرياشي في إسناد ذكره آخره ابن عباس قال: دخلت على عمرو بن العاص وقد احتضر .. .. .. فذكره بنحوه. ثم قال: وقد روينا هذا الخبر من غير ناحية الرياشي بأتم من هذا، ولكن اقتصرنا على هذا لثقة إسناده.
وانظر بعض فقراته بأسانيد أخر في «تاريخ ابن عساكر» (٤٦/ ١٩١ - ١٩٢).

<<  <   >  >>