-١٠ - وَبِهِ إِلَى الْبُخَارِيِّ , ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى , عَنْ إِسْرَائِيلَ , عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ , عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ:....
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذِي الْقَعْدَةِ فَأَبَى أَهْلُ مَكَّةَ يَدْعُوهُ يَدْخُلُ مَكَّةَ حَتَّى قَضَاهُمْ عَلَى أَنْ يُقِيمَ بِهَا ثَلاثَةَ أَيَّامٍ فَلَمَّا كَتَبُوا الْكِتَابَ كَتَبُوا هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ , قَالُوا: لا نُقِرُّ بِهَا فَلَوْ نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ مَا مَنَعْنَاكَ , لَكِنْ أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ , فَقَالَ: «أَنَا رَسُولُ اللَّهِ , وَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ» .
ثُمَّ قَالَ لِعَلِيٍّ: «امْحُ رَسُولَ اللَّهِ» .
قَالَ: «وَاللَّهِ لا أَمْحُوكَ أَبَدًا» .
فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكِتَابَ فَكَتَبَ هَذَا مَا قَاضَى عَلَيْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ لا يَدْخُلُ مَكَّةَ بِسِلاحٍ إِلا فِي الْقِرَابِ , وَأَنْ لا يَخْرُجَ مِنْ أَهْلِهَا بِأَحَدٍ أَرَادَ أَنْ يَتَّبِعَهُ , وَأَنْ لا يَمْنَعَ أَحَدًا مِنْ أَصْحَابِهِ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَ بِهَا , فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَى الأَجَلُ أَتَوْا عَلِيًّا، فَقَالُوا: قُلْ لِصَاحِبِكَ يَخْرُجُ عَنَّا فَقَدْ مَضَى الأَجَلُ , فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَتَبِعَتْهُمُ ابْنَةُ حَمْزَةَ يَا عَمِّ يَا عَمِّ فَتَنَاوَلَهَا عَلِيٌّ فَأَخَذَ بِيَدِهَا , وَقَالَ لِفَاطِمَةَ دُونَكِ ابْنَةُ عَمِّكِ احْمِلِيهَا , فَاخْتَصَمَ فِيهَا عَلِيٌّ , وَزَيْدٌ، وَجَعْفَرٌ , فَقَالَ عَلِيٌّ: أنا أَحَقُّ بِهَا , وَهِيَ ابْنَةُ عَمِّي , وَقَالَ جَعْفَرٌ: ابْنَةُ عَمِّي، وَخَالَتُهَا تَحْتِي , وَقَالَ زَيْدٌ: ابْنَةُ أَخِي , فَقَضَى بِهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِخَالَتِهَا وَقَالَ: «الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الأُمِّ» .
وَقَالَ لِعَلِيٍّ: «أَنْتَ مِنِّي، وَأَنَا مِنْكَ» .
وَقَالَ لِجَعْفَرٍ: «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي» .
وَقَالَ لِزَيْدٍ: «أَنْتَ أَخُونَا وَمَوْلانَا» .
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْمَنَاقِبِ مُخْتَصَرًا عَلَى الْمُوَافَقَةِ , عَنِ الْبُخَارِيِّ , وَقَالَ: حَسَنٌ صَحِيحٌ , وَلَفْظُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ: «أَشْبَهْتَ خَلْقِي وَخُلُقِي» .
وَفِي الْحَدِيثِ قِصَّةٌ.
وَقَعَ إِلَيْنَا هَذَا الْحَدِيثُ وَالَّذِي قَبْلَهُ مُوَافَقَةً عَاِليَةً لِلتِّرْمِذِيِّ فِي نُسْخَةِ الْبُخَارِيِّ , كَأَنِّي سَمِعْتُهُمَا مِنْ أَبِي الْفَتْحِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ الْكُرُوخِيِّ وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ وَهُوَ وَلِيُّ التَّوْفِيقِ