للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الكنيسة في هذا السياق قصد بها الطائفة، التي يستدعي المقام التعريف الموجز بها في الهامش عندما ترد للمرة الأولى.

ومن الأدوات التي تعرفت من خلالها على المستشرقين المنصرين تلك الآثار التي خلفوها، فكلما كتب المستشرق عن موضوعات نصرانية عد عندي داخلا في هذا المفهوم، حتى أولئك الذين خاضوا في قضايا نصرانية بحتة، إلا أني نظرت إليهم في أعمالهم هذه على أنها امتداد للنشاط التنصيري بمفهومه الأشمل.

وقد تبين لي بالتجربة المحدودة المعدودة أن مثل هذه الأعمال لا تقف عند حد، فالذي يفوت الباحث أكثر مما يعثر عليه في هذا المجال، والذي يستجد بعد ذلك أكثر من ذلك، وهكذا كان لزاما علي أن أؤكد على أن ما ورد من أعلام للمستشرقين المنصرين إنما هي نماذج لهذه الظاهرة المتمثلة في التزاوج بين الاستشراق والتنصير كان الهدف منها التأكيد على الدافع الديني، والهدف الديني، من ظاهرة الاستشراق على أنه أحد الدوافع والأهداف، ولم يكن بالضرورة هو الدافع والهدف الأوحد، ذلك أن هناك أهدافا أخرى مبسوطة في الأعمال التحليلية للاستشراق، ولها رجالها من المستشرقين، كالهدف الاستعماري، والتجاري الاقتصادي، والسياسي، والعلمي النزيه، والعلمي غير النزيه.

وربما دعا هذا إلى البحث في هذه الأهداف الأخرى، والبحث أيضا في أولئك المستشرقين الذين كانت لهم إسهامات واضحة فيها، مما يعني القيام بسلسلة من الدراسات المماثلة لهذه الدراسة، مما قد يعد خطوات أولية نحو

<<  <   >  >>