مقصد الدهماء من الجمعة حضور الخطبة لا الصلاة ونخشى مع طول الزمن أن ينسى الناس معنى الصلاة والخطبة.
هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن النبي صلى الله عليه وسلم قدم من مكة وهي مليئة بالمشكلات ومشحونة بالأحداث الجسام والرسول صلى الله عليه وسلم حديث عهد بالمؤامرة الفاشلة التي دبرها خصوم الدعوة لاغتياله وكان المشركون قد خنقوه حتى كادت روحه تزهق لولا أن تداركه أبو بكر وهو يقول أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ولقي أصحابه في سبيل اتباعه أشد ما يلقاه أتباع نبي حيث عاملهم المشركون بما لا حد له من قسوة ووحشية.
وكان من الطبيعي في مفهومنا المعاصر أن يتعرض الرسول صلى الله عليه وسلم في أول خطبة يلقيها في المجتمع المدني المناصر له إلى هذه الأحداث ويذكر الأعداد ويندد بهم لكنه لم يذكر شيئا من ذلك إنما قصد المعنى الأسمى وهو التذكير بالله ولقائه فأين خطباء هذا العصر من هذا المنهج النبوي، ليتهم يفهمون ذلك جيدا حتى لا يشغلوا المنابر والمصلين بتتبع الأحداث التي تسمع في أكثر من وسيلة إعلامية بما يغني عن شغل المنابر بها ويحول الخطبة نشرة أخبار.