للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وأرحبهم صدرًا وألينهم عريكة.

هذا بعض نعت محمد، صلى الله عليه وسلم، المجتزأ من قول الحق تبارك وتعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: ٤]

وهذا إيراد من قبس النبوة في باب الرفق وبيان أثره لننطلق منه إلى ما يخصّ هذا المبحث.

يقول عليه الصلاة والسلام: «إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه» رواه مسلم.

وقال مخاطبًا عائشة رضي الله عنها: «عليك بالرفق. . إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه» .

يا أيها المُقتدى بهم: إن الناس في حاجة إلى كنف رفيق، وإلى رعاية حانية، وبشاشة سمحة، بحاجة إلى ودّ يسعهم، وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم. في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج إلى عطائهم، ويحمل همهم ولا يثقلهم بهمه، يجدون عنده الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والمودة والرضا.

وقد يحسن أن نخص الدعاة المقتدى بهم بخطاب عن الرفق

<<  <   >  >>