فالمعنى أن الله ذم بني إسرائيل على هذا الصنيع حيث كانوا يأمرون بالخير ولا يفعلونه، وليس المراد ذمهم على أمرهم بالبر مع تركهم له بل الذم على الترك وحده وليس على الأمر، فإن الأمر بالمعروف مطلوب من العامل ومن المقصر ويتأكد هذا المعنى من الآية الثانية في قوله سبحانه:{كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ}[المائدة: ٧٩]
فالله ذمهم ولعنهم ليس على فعلهم المنكر فحسب بل على تركهم التناهي عنه، فالمقصر عليه واجبان: الأول: الكف عن التقصير والثاني: دعوة المقصرين إلى ترك التقصير. وهو فقه دقيق ينبغي أن ينتبه له الدعاة والمربون وكفى بربك هاديًا ونصيرًا.
[شواهد حية في مواقف القدوة]
[توضيح موقف وتفسير تصرف]
شواهد حية في مواقف القدوة: نعرض في هذه الفقرة إلى بعض الوقائع الماثلة البارزة من سيرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، العملية كشاهد للصحابة رضوان الله عليهم ومن بعدهم في ممارسة القدوة لما يطلبه من أتباعه وأثر ذلك السريع في المتابعة والانصياع، وفي بعض ما سلف دلالة ظاهرة. لكن ما نختاره في هذه الفقرة أكثر