وأخَيرَا فالرفق ليس حقًا مقصورًا على بني الِإنسان بل هو حق محفوظ لكل ذي كبد رطبة يجسد ذلك في أدقّ صوره بل أغلظ ما يتصور من حالات حين يقول الرسول عليه الصلاة والسلام:«إن الله كتبَ الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتْلة، وإذا ذبحتم فَأحسنوا الذبحة، وليحدّ أحدُكم شفرته وليرح ذبيحته» .
وأي رفق بعد هذا الرفق في حالة إزهاق الروح وفصل الرأس عن الجسد، ولنختم هذا بهذا الدعاء النبوي:«اللهم من ولِي من أمر أمتي أمرا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئَا فشقّ عليهم فاشقق عليه» .
[الأصل الثالث موافقة القول العمل]
[الحث على موافقة القول العمل والتحذير من مخالفة ذلك]
الأصل الثالث: موافقة القول العمل يقول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ - كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}[الصف: ٢ - ٣]
سبق الحديث قريِبًا عن الصدق كمظهر أخلاقي في المسلم بصفة عامة وفي القدوة بصفة خاصة.