للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يدعو إليه، ثم قرأ {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: ١٥٣] » (١) ".

وهي - أيضا - قدح في تمام بلاغ خاتم المرسلين فلسان حال أصحاب البدع قائل: إن هناك خيرا لم يدلنا عليه، وحاشاه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، فإنه ما ترك خيرا إلا دل أمته عليه ولا شرا إلا حذرها منه، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: «لقد تركنا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وما في السماء طائر يطير بجناحيه إلا ذكرنا منه علما» ، وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: «تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكرنا منه علما» (٢) قال: فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: «ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد عن النار إِلا وقد بين لكم» (٣) . وإضافة إلى هذا القدح المشين فإن المبتدع مغتصب لحق التشريع، فمسلكه في تشريع ما لم يأذن به الله من إيجاب فعل أو استحبابه مسلك الذين اغتصبوا حق


(١) سورة الأنعام، الآية ١٥٣.
(٢) رواه الطبراني. وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد (٨ / ٢٦٤) .
(٣) رواه الطبراني في الكبير وصححه الألباني في السلسلة (٤ / ٤١٦) .

<<  <   >  >>