للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولهذا قال " الشافعيُّ " - رحمه الله -: " نظرتُ في العلوم فإذا أفضلُ العلومِ علمان:

(١) علمُ الأديانِ. (٢) علمُ الأبدانِ.

فتأملتُ فإذا علمُ الأبدانِ الذي هو الطب يُنْجِي في الدنيا؛ لأنه يُصْلِحُ أمر البدن فيها.

وإذا بعلمِ الأديانِ يصلحُ البدنَ والروحَ في الدنيا والآخرة.

فآثرتُ علمَ الأديانِ على علمِ الأبدانِ ".

وكان " الشافعيُّ " - رحمه الله - متوجهًا للطبِّ، وكان عنده علمٌ بالطبِّ والفراسةِ، حتى كان موتُه بسببِ تعاطيه بعضَ العلاجاتِ الطبيةِ لقوةِ الحافظةِ.

و" الشافعيُّ " كان مولده سنة خمسين ومائة، ووفاتُه سنة أربعٍ ومائتين، يعني عاش أربعًا وخمسين سنة، فلم يُعَمَّرْ.

وسببُ موته أنه تَعَاطَى بعضَ الأدويةِ؛ لأنه يُحْسِنُ الطبَّ، فَأَثَّرَتْ في دمه، فأصابه نزيفٌ، يعني: أصابَهُ انفجارٌ فماتَ.

وهذا الإمامُ " ابنُ القيِّمِ " - رحمه الله - كان يعتني بالطب والفلك.

وقد شَرَّحَ في كتابه " مفتاح دار السعادة " جِسْمَ الإنسانِ تشريحًا عجيبًا، ذكر الكبدَ ووصْفَها وتشريحها، وطبقاتِ الجلد.

<<  <   >  >>