للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وحركات وأحوال وأوضاع فتأتي خطبته قليلة النفع، ضعيفة التأثير، لأنها لم تنبع من مجال تفكيره، ولم تصدر عاطفتها ومعانيها من أعماق نفسه.

وأحيانا نرى هذا النوع من الخطباء يبدأ خطبته بتقليد ذلك الخطيب المشهور بألفاظه ولهجته، ثم يكمل الخطبة بألفاظه هو وأفكاره التي تختلف اختلافا جذريا مع خطبة الخطيب المشهور، فيلاحظ المصلون البون الشاسع بين الطريقتين في الإِلقاء، وهذا الاتجاه ينبئ عن عدم أصالة في الخطيب المقلد ولا شك مستقلة، والخطابة لها أسلوبها الخْاص وأفكارها الخاصة.

ولا شك أن الخطيب الذي تتفجر معاني الخطبة من قلبه، وتنساب أفكارها من قريحته، وتتأجّج بها عاطفته يكون أعظم أثرا في نفوس المستمعين إِليه، وأقدر على تحقيق الفائدة لهم.

ثالثا: التقريع وفظاظة القول وممَّا يحز في النفس أن تجد خطيبا يجتمع الناس

<<  <   >  >>