حقيقة ساطعة في جميع وصاياه ورسائله وخطبه عليه السلام.
وإذا وجد الخطيب نفسه مضطرا إِلى الإِنكار على فئة من الناس، فليس من حقّه أن يوجد التقرٍيع إِلى أناس معيَّنين، بل يعمِّم في هذا الأمر، توخيا لعدم إِثارة الفتنة، وهذا ما كان يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم حينما أوكل على أحد من الناس مخالفة من المخالفات، ومن ذلك قوله:«ما بال أقوام يتنَزّهون عن الشيء أصنعه؟ ! فوالله إِني لأعلمهم بالله وأشدّهم خشية»(١) .
وأختم هذه الوقفة بالإِشارة إِلى أنه يجب على الخطيب إذا أراد أن ينبّه على مخالفة شرعية شائعة أن لا يوبِّخ الناس بأسلوب يستفزّ مشاعرهم، ويؤذي كرامتهم.
(١) أخرجه البخاري في كتاب الأدب. باب من لم يواجه الناس بالعتاب في برقم ٦١٠١، وأخرجه مرة أخرى في الاعتصام بالكتاب والسنة، باب ما يُكْره من التعمق والتنازع والغلوّ في الدين والبدع برقم ٧٣٠١، وأخرجه مسلم في الفضائل. باب علمه صلى الله عليه وسلم بالله تعالى وشدة خشيته برقم ٢٣٥٦.