للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويحتَاج الناس للتبشير وبعث الأمل في النفوس حين الاضطراب والضعف والخوف والبلاء، ولذلك لما كان النبي صلى الله عليه وسلم مضطربا بعد نزول الوحي عليه بشرته أم المؤمنين خديجة - رضي الله عنها - بما يزيِل عنه دواعي الاضطراب وأسباب الخوف فقالت: «كلا، أبشر فوالله لا يخزيك الله أبدا، فوالله إليك لتصل الرحم، وتصدق الحديث وتحمل الكلّ وتكسب المعدوم وتعين على نوائب الحق» (١) .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بالرفعة والظهور على الأديِان، وهم في أشد حالات الضعف، وأعداؤهم متسلطون عليهم، ففي المسند: «بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والدين والنصر والتمكين في الأرض» (٢) .

إن الموازنة بين البشارة والنذارة من الحكمة في الدعوة التي أمر الله عز وجل بها، ومن اتباع سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم، وفيه مراعاة لأحوال الناس ونفوسهم.

وهنا يجب التنبيه إلى أمر، وهو أن بعض الناس يذكر في سياق الترهيب من جرم أو ذنب بعض آيات الوعيِد، ثم يعقب في خطبته


(١) رواه البخاري.
(٢) رواه أحمد.

<<  <   >  >>