للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: ٦] (١) .

يقول ابن جرير - رحمه الله -: أمهلوا حتى تعرفوا صحته ولا تَعجلوا بقبوله. . . لئلا تصيبوا قومًا براء مما قذفوا به بجهالة منكم {فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} [الحجرات: ٦] يقول: فتندموا على إصابتَكم إياهم بالجنايةَ التي تصيبونهم بها (٢) .

والعاقل لا يعتمد على نقول الناس وأقوالهم، فإن تناقل القول ليس دليلا على صحته، قال الدكتور مصطفى السباعي - رحمة اللَه: " والجماهير دائمًا أسرع إلى إساءة الظن من إحسانه. . . فلا تصدق كل ما يقال ولو سمعته من ألف فم حتَى تسمعه ممن شاهده بعينه، ولا تصدق من شاهد الأمر بعينه حتى تتأكد من تثبته فيما يشاهد، ولا تصدق من تثبت فيما يشاهد حتىَ تتأكد من خلوه من الغرض والهوى (٣) .


(١) سورة الحجرات: آية ٦.
(٢) الطبري، جامع البيان ٢٦ / ١٢٣ ـ ١٢٥.
(٣) مصطفى السباعي، أخلاقنا الاجتماعية ص٦٠.

<<  <   >  >>