اعتقاد الشخص، قال تعالى:{وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ}[الزمر: ٣](سورة الزمر) . أما زيارة قبر الميت فهو مشروع للرجال للدعاء للميت بالدعاء المشروع. أما إن كان المقصود الزيارة للتوسل بالميت، فهذا محرم منهي عنه وقد يصل إلى الشرك حسب اعتقاد الشخص، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:" صار لفظ زيارة القبور في عرف كثير من المتأخرين يتناول (الزيارة البدعية، والزيارة الشرعية) ، وأكثرهم لا يستعملونها إلا بالمعنى البدعي لا الشرعي، فلهذا كره هذا الإطلاق. فأما الزيارة الشرعية فهي من جنس الصلاة على الميت: يقصد بها الدعاء للميت، كما يقصد بالصلاة عليه، كما قال الله في حق المنافقين:{وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}[التوبة: ٨٤](سورة التوبة) فلما نهى عن الصلاة على المنافقين والقيام على قبورهم دلَّ ذلك بطريق مفهوم الخطاب، وعلة الحكم أن ذلك مشروع في حق المؤمنين. والقيام على قبره بعد الدفن هو من جنس الصلاة عليه قبل الدفن يراد به الدعاء له، وهذا هو الذي مضت به السنة واستحبه السلف عند زيارة قبور الأنبياء والصالحين، وأما الزيارة البدعية فهي من جنس الشرك والذريعة إليه كما فعل اليهود والنصارى عند قبور الأنبياء والصالحين "(١) .
تاسعا: وأخيرًا ما ذكره صمويل زويمر حول إدانة (الوهابيين)