للمنارات، فالمعروف أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه ضد زخرفة المساجد، حيث دلت أحاديث كثيرة على النهي عن زخرفة المساجد (١) أما فيما يتعلق بالمنارات التي يرفع فيها المؤذن الأذان، فعلماء الدعوة لا يرون مانعًا من إقامتها ويرون أنها علامة على المسجد.
عاشرًا: لا صحة لما ذكره المستشرق صمويلي من أن (الوهابيين) يؤمنون ويعلمون الناس بأن المسلمين الذين لا يؤمنون بمعتقد (الوهابية) مبتدعة.
إن هذا القول مبني على التفريق بين دعوة الشيخ ومذهب أهل السنة. فالشيخ يدعو لالتزام مذهب أهل السنة الذي هو مذهبه، ويرى أن من يخالف ذلك مبتدع، ليس لأنه خالف شخصه وإنما لأنه خالف المنهج المتبع الذي أمر المسلمون باتباعه.
يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في ذلك: " وأخبرك أني - ولله الحمد - متبع ولست مبتدعًا، عقيدتي وديني الذي أدين الله به مذهب أهل السنة والجماعة، الذي عليه أئمة المسلمين مثل الأئمة الأربعة وأتباعهم إلى يوم القيامة. لكني بيّنت للناس إخلاص الدين لله، ونهيتهم عن دعوة الأحياء والأموات من الصالحين وغيرهم، وعن إشراكهم فيما يُعبد الله به، من الذبح، والنذر،
(١) لمزيد من المعلومات حول بدعة زخرفة المساجد، انظر كتاب: تحذير الراكع والساجد من بدعة زخرفة المساجد، السيد عبد المقصود عبد الرحيم، صححها وقدم لها: الشيخ عبد القادر الأرناؤوط، دار الرضوان، ١٤١٠ هـ ١٩٨٩ م.