للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على دراسة الكتب الصحيحة الستة، بالإضافة إلى فرصة الاطلاع على عدد من المخطوطات في الفقه الإسلامي، ولقد ذهب الشيخ إلى المدينة، وجلس يتعلم على يد الشيخ عبد الله بن إبراهيم الذي تلقى عنه التفسير والفقه (١) .

وقال لاوست: إن هناك بضعة ممثلين للمذهب الحنبلي في نجد، وإن الشاب محمدًا يتبع للعائلة التي أنجبت عددًا من العلماء الحنابلة، وإن جده سليمان بن محمد كان قاضيا في نجد، أما والده عبد الوهاب فكان قاضيًا في العيينة في فترة إمارة عبد الله بن محمد بن معمر، ولقد درّس الحديث والفقه في مسجد البلدة، وترك عددًا من المؤلفات، ولقد بدأ تعليم الشيخ محمد بن عبد الوهاب تحت توجيهات والده، ولقد حفظ القرآن الكريم، ثم بدأ في تعلم المذهب الحنبلي من خلال مؤلف الشيخ موفق الدين ابن قدامة (ت ٦٢٠ هـ ١٢٢٣ م) ، وبالتحديد العمدة. وطبقًا لكلام ابن بشر يعد في تلك الفترة من المؤلفين المعتبرين في نجد.

ولقد ترك عالم العقيدة الشاب العيينة، ولكن لا يعرف لأي سبب بالضبط، فقد يكون تركها لأنه بدأ دعوته ضد التبرك بالأولياء والأعمال الجاهلية التي كانت سائدة لدى البدو، بالإضافة إلى أن الأمير لم يظهر إلا رغبة قليلة في اتباع الشيخ بن عبد الوهاب فيما يتعلق بمحاربة البدع، وقد يكون من المحتمل أنه ترك العيينة لأنها لم تقدم إلا قلة من المصادر الفكرية، ولذا رأى أنه يحتاج إلى الذهاب لإكمال تعليمه في مراكز أخرى.


(١) Dictionary Of Islam، P. ٦٥٩.

<<  <   >  >>