للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد ذهب إلى مكة، ولكنه وجد التعلم غير مرض، ولكن جلوسه في المدينة كان حاسمًا في تشكيل أفكاره وآرائه، إذ قابل فيها عالم العقيدة الحنبلي الشيخ عبد الله بن إبراهيم النجدي الذي أثر في الشيخ تأثيرًا بالغًا، ولقد كان الشيخ عبد الله من المؤيدين للشيخ الحنبلي ابن تيمية، ثم أنه كان تلميذًا للشيخ عبد الباقي الحنبلي (ت ١٠٧١ هـ ١٦٦١ م) من سكان بعلبك، الذي درس على البهوتي، وفي المدينة قابل الشيخ محمد بن عبد الوهاب من العلماء محمد حياة السندي (ت ١١٦٥ هـ / ١٧٥١ م) العالم الحنفي الذي يبدو أنه لم يكن له تأثير حاسم في الشيخ محمد بن عبد الوهاب، كما أنه قابل محمد بن سليمان الكردي (ت ١١٩٤هـ ١٧٨٠ م) (١) .

وذكر صمويلي كلامًا عامًا، وأورد أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كان محبًا لابن تيمية، مما جعله يكتب كتبه بيده ويحمل نفس الآراء التي حملها ابن تيمية (٢) .

وأشار جورج رنتز إلى أن والد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجدَّه كانا قاضيين من قضاة الحنابلة، وأن الشيخ محمد بن عبد الوهاب تلقى عن أبيه العلوم الشرعية واللغة العربية، وأنه حفظ القرآن الكريم قبل بلوغه العاشرة، ولزيادة تعليمه ذهب إلى المدينة، وأن أحد معلميه في المدينة كان من نجد، والذي أظهر له سلاحًا يقول إنه أعده لتخليص قلب الجزيرة، وهذا السلاح يتمثل


(١) Ibn Abd Al -Wahhab، H. Laoust، PP، ٦٧٧ - ٦٧٨.
(٢) The Wahhabis And Ibn Saud، m. f. Samalley، p. ٢٣٠.

<<  <   >  >>