للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على وجه التحديد محمد المجموعي، الذي درس الشيخ محمد بن عبد الوهاب على يديه اللغة والسيرة، ومن المحتمل أيضًا، بوصف البصرة مدينة مختلطة السكان، أنه أتيحت له الفرصة للاطلاع على عدد من حلقات الجماعات الروحية، مثل الصوفية وفرق الشيعة، وأن ما رآه من تقديس الأولياء والممارسات الدينية الأخرى الخاطئة جعل الشيخ الشاب - فيما يبدو - يباشر في هذه الفترة دعوته الإصلاحية، ولقد ترك البصرة - فيما يبدو - في عام (١١٥٢ هـ ١٧٣٩ م) منهيًا رحلته العلمية ومبتدئًا رسالته الدينية والسياسية، وطبقًا للمؤلف المجهول لكتاب: " لمع الشهاب في تاريخ محمد بن عبد الوهاب "، تحقيق: أحمد بو حاكمة، بيروت ١٩٦٧م، فإن الشيخ محمد بن عبد الوهاب بعد أن قضى أربع سنوات في البصرة، ذهب إلى بغداد وجلس فيها خمس سنوات، ثم ظهر بعد ذلك في كردستان في همذان وأصفهان، إذ وصل إليها تقريبًا في عام ١١٤٨ هـ ١٧٣٦ م في بداية عهد نادر شاه حيث درس الفلسفة والصوفية، ثم ذهب إلى دمشق والقاهرة، وهذه تقريبًا الرحلة نفسها التي نسبت إلى أحمد بن حنبل (١) .

وأورد صمويلي أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب درس الأدب العربي والفقه في مدارس البصرة وبغداد ودمشق (٢) . أما جورج رنتز فقد ذكر أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب زار البصرة، وأنه لأول مرة، انتقد علانية البدع والأعمال الشركية، مما


(١) Ibn Abd AI -Wahhab. H. Laoust، P. ٦٧٨.
(٢) The Wahhabis and Ibn Saud، M. F. Samalley، P. ٢٣٠.

<<  <   >  >>