للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وكذلك مما يدل على أثر الخشوع في الصلاة في مغفرة الذنوب ما أخرجه الشيخان من حديث حُمران مولى عثمان أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دعا بوضوء فتوضأ - فذكر كيفية وضوئه إلى أن قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من توضأ نحو وضوئي هذا ثم قام فركع ركعتين لا يحدث بهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه» (١) .

ومن ذلك ما أخرجه مسلم بن الحجاج رحمه الله من حديث عمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنه في خبر إسلامه، وقد جاء فيه بعد ذكر الوضوء «فإن هو قام فصلى فحمد الله وأثنى عليه ومجده بالذي هو له أهل وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه» (٢) .

فقد اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم تفريغ القلب لله تعالى أثناء الصلاة وعدم تحديث النفس بأمور الدنيا شرطًا في كون الصلاة مكفرة للذنوب.


(١) صحيح مسلم، رقم ٢٢٦، الطهارة (ص ٢٠٤) . صحيح البخاري، رقم ١٥٩، الوضوء (١، ٢٥٩) .
(٢) صحيح مسلم، رقم ٨٣٢، صلاة المسافرين (ص ٥٦٩) .

<<  <   >  >>