للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فقوم شعيب عليه الصلاة والسلام ينكرون عليه أن أمرهم بالصلاة لله تعالى التي تمنعهم من السجود للأوثان ومن التصرف في أموالهم بما لا يُرضي الله تعالى وقد كانوا يطففون في المكايل والموازين ويبخسون الناس أشياءهم.

ألا وإن صلاته عليه الصلاة والسلام لتأمره بجميع الفضائل وتنهاه عن جميع الرذائل رغم أنوف الحيارى الحاقدين الذين قصرت أفهامهم عن إدراك المقاصد العالية للتكاليف الشرعية. وقد قرن الله تعالى بين إضاعة الصلاة وإتباع الشهوات حيث يقول سبحانه: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: ٥٩] مما يدل على أهمية الصلاة وأثرها في حجر صاحبها عن الركون إلى الشهوات، وقوله {غَيًّا} [مريم: ٥٩] أي: خسرانا، كما روى علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما وهذا إسناد صحيح (١) .

[تحقق أثرها في الصبر على الشدائد]

٦ - تحقق أثرها في الصبر على الشدائد: أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقيام الليل: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ - قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا} [المزمل: ١ - ٢] ثم اتبع ذلك بقوله: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل: ٥]


(١) تفسير ابن كثير ٣ / ١٣٧.

<<  <   >  >>