للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

اشتغل بها كثير من الفقهاء ولم يلتفتوا إلى أسرار العبادات وحكمها، غير أنه يلاحظ على كلام بشر الحافي غلبة النظر إلى أعمال القلوب على النظر إلى الأحكام الظاهرة حيث لم يعمل بسنة وضع اليدين إحداهما على الأخرى خشية أن لا يكون وصل في الخشوع إلى ما يعادل هذا الحكم الظاهر، والحقيقة أن المصلي مأمور بالأمرين: أن يخشع بقلبه، وأن يعمل بهذه السنة الظاهرة، فإذا جمع بينهما فهذا هو الكمال، أما إذا شعر الإنسان بتقصيره في الخشوع فلا يعني ذلك أن يعطل السنة الظاهرة، بل المطلوب منه أن يعمل بها وأن يجعل من مواظبته عليها مُذكَّرًا له ودافعًا إلى العمل بمقتضيها وهو خشوع القلب.

[اهتمام الصحابة بالخشوع في الصلاة]

اهتمام الصحابة بالخشوع في الصلاة مما يدل على اهتمام الصحابة رضي الله عنهم بحضور القلب مع الله تعالى في الصلاة ما أخرجه الإمام أحمد من حديث عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه أن عمارًا صلى ركعتين، فقال له عبد الرحمن بن الحارث: يا أبا اليقظان لا أراك إلا قد خففتهما، قال:

<<  <   >  >>