للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ومن أسبابه الطمأنينة، والطمأنينة ركن من أركان الصلاة، ومن أدلة ذلك حديث المسيء صلاته، وهو ما أخرجه أبو داود السجستاني رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجل فصلى، ثم جاء فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه السلام وقال: " ارجع فصلِّ فإنك لم تصلّ، فرجع الرجل فصلى كما كان صلى، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام، ثم قال: ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ، حتى فعل ذلك ثلاث مرار، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني، قال: إذا قمت إلى الصلاة فكبِّر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن (١) ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم ارفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم اجلس حتى تطمئن جالسا، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها» (٢) .


(١) قال الخطابي رحمه الله تعالى: قوله " ثم اقر ما تيسير معك من القرآن " ظاهره التخيير، والمراد منه فاتحة الكتاب لمن أحسنها لا يجزيه غيرها بدليل قوله صلى الله عليه وسلم " لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب " وهذا الإطلاق كقوله تعالى: (فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي) الآية [١٦٩: البقرة] ثم كان أقل ما يجزئ من الهدي معينا معلوم المقدار ببيان السنة هو الشاة.
(٢) سنن أبي داود، رقم ٨٥٦، الصلاة (١ / ٥٣٤) .

<<  <   >  >>