للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أناطها به رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلا الأمرين من أمور الآخرة، وبهذا نعلم أن الصحابة رضي الله عنهم لم يكونوا يحسبون للدنيا حسابًا في تفكيرهم وإنما كان تفكيرهم منحصرا في أعمال الآخرة.

ولقد كانت صلاة الصحابة رضي الله عنهم الكاملة في مظهرها ومخبرها سببًا مهمًّا من أسباب انتصارهم على أعدائهم، وذلك لأن الأعداء إذا رأوا المسلمين وهو يؤدون الصلاة بخشوع وانتظام يكبرون في أعينهم ويداخلهم شيء من الرعب منهم، فينهزمون معنويًّا قبل الدخول في قتال مع المسلمين.

ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما كان من المقوقس حاكم مصر، وقد أرسل رسلا إلى المسلمين القادمين لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص رضي الله عنه ولما رجع الرسل إلى المقوقس سألهم عن المسلمين فقال: كيف رأيتموهم؟ قالوا: رأينا قومًا الموت أحب إلى أحدهم من الحياة، والتواضع أحب إليهم من الرفعة، ليس لأحدهم في الدنيا رغبة ولا نهمة، وإنما جلوسهم على التراب وأكلهم على ركبهم، وأميرهم كواحد منهم، ما يُعرف رفيعهم من وضيعهم، ولا

<<  <   >  >>