وإن موضوع التذكير بواجبات الأخوة الإسلامية، والتكافل بين أفراد المجتمع من أهم الموضوعات التي يجب على خطيب الجمعة أن يهتم بها لأنها تُجَسِّمُ الحكمة التي من أجلها شُرِعَت صلاة الجمعة والجماعة.
ونظرًا لما لصلاة الجمعة من الأهمية البالغة في الإسلام فقد جاء التغليظ الشديد، في وعيد تاركها، كما أخرج الإمام مسلم من حديث أبي هريرة وابن عمر رضي الله عنهم أنهما سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على أعواد منبره «لينتهين أقوام عن وَدعهم الجمعات أو ليختمن الله على قلوبهم ثم ليكونن من الغافلين.»(١) .
وهل أعظم غفلة ممن حرم نفسه من استماع الموعظة الأسبوعية الوحيدة التي فُرض عليه سماعها وأداء الصلاة جماعة مع العدد الكبير من إخوانه المسلمين؟ !
وإننا حينما نرى المجتمعات البعيدة عن الإسلام نجد أنها تعيش في تفكك وتباعد حتى بين أفراد الأسرة الواحدة ولا عيش فيها إلا للقوي، أما الضعيف فإنه يهلك بين تنافس الأقوياء لانعدام الرحمة والتكامل بين أفراد المجتمع، وما
(١) صحيح مسلم، رقم ٨٦٥، كتاب الجمعة، باب ١٢ (ص ٥٩١) .