باليواقيت، فهذا حالي مع قيامي في عيالي، وإشفاقى على أطفالي، فأنا بين الدجاج، أقنع بالماء الأجاج، فلا أختص عنهم بحبه، ولا أتجرع من الماء دونهم بشربه، وهذه حقيقة المحبة، إن رأيت حبة دعوتهم إليها، ودللتهم عليها، فمن شأنى الأيثار، إذا حصل اليسار، ثم إنى طوعا لأهل الدار، أصبر لهم على سوء الجوار، يذبحون أفراخى، وأنا لهم كالخل المواخى، وينتهبون أتباعى، وأنا في نفعهم ساعى، فهذه سجية أوصافى، والله لعبده كافى.
فقلت له: أيها الديك إلى كم تعظ، ولا تتعظ، وتنصح من هو عن الصواب معترض، وتجمع من ملازمتك الأذكار، ومنادمتك في ظلم الأسحار؟ فقال: يا قوم إذا حسن الوعظ انتفع به الكل أو البعض، فالعقول عارفة بما أقول، فقد أفلح من وعى، واجتهد في الإخلاص وسعى، ومن أعماه الجهل، فقد توعد مسلكه السهل، وفي ذلك أقول:
فقلت له: أيها الديك مالي أراك تغتر إذا شبعت، كما تغتر إذا منعت؟ فقال: الحرص أغلب، وهو لأجل القلوب أجلب، وقد آن وجود الحب، بمشيئة الرب، فعليك بحسن الطلب لبلوغ الأرب، فربما قل رزقك، إذا كثر حذقك.
قلت: فليهنك الخلاص من المرضى، فلم بليت منهم بهذه البغضى، وأنت صغير السن، جدير الرحمة من الإنس والجن؟