٣ - إن تقديم السيرة النبوية الموثقة بأسانيدها المتصلة إلى مصادرها الأصلية المتضافرة، والتي تبين كل ما يتعلق بحياته صلى الله عليه وسلم بجميع تفاصيلها سواء كان في شئونه الخاصة أو العامة، مهما بلغت تلك التفاصيل من خصوصية، وسرد الحوادث التاريخية التي صاحبت تلك الحقبة مع وجود الآثار المادية التي تؤكد البحوث العلمية صحتها ومطابقتها للمذكور في الحوادث التاريخية كل ذلك يدعم صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، لأنه مهما بلغ المرء من عظمة، فإن من العسير أن تتوافر له الظروف التي تمكن من متابعة جميع مسيرة حياته حتى من قبل ولادته إلى وفاته، فإذا تم ذلك لشخص، وتضافرت المصادر المتعددة على رصد وتسجيل مسيرة حياته، دون أن تختلف تلك المصادر على شيء ذي بال، إلا في أمور يسيرة تحتمل التأويل بيسر، دل ذلك على أن هذا ليس أمرًا طبيعيًا بل هو أمر خارق للمعتاد مما يؤكد رعاية الله له تصديقًا لنبوته.