والتربية، وربما لا يجد الشاب ضالته في الأسرة إذا كانت الأسرة تتفشى فيها العلمانية. كما أن حال الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه المجتمعات لا تشفي غلة ولا تطفئ ظمأ. فماذا بقي لهذا الشاب الظمآن للمعرفة عن دينه؟
لم يبق له إلا المصادر غير الرشيدة، التي تضلله بغرس مفاهيم مغلوطة عن الدين والحياة والمجتمع وأولي الأمر فيه.
٣ -) ازدراء الرأي الآخر: يحدث اختلاف في وجهات النظر بين العلماء المسلمين في بعض القضايا التي تهم المسلمين بعامة والشباب منهم بخاصة؟ ومع أن اختلاف وجهات النظر أمر وارد بين الأفراد والجماعات في مختلف مجالات الحياة، وأن هذا الاختلاف - ما دام لا يمس الأساسيات - قد يكون ظاهرة صحية، تعطي فسحة لحرية التفكير والاجتهاد، فإننا نجد الشباب - على وجه الخصوص - يرون فيه مأخذا على علماء الدين.
ويغذي الراغبون في استقطاب الشباب نحو أهدافهم هذا التوجه، بل يجدون فيه فرصة سانحة لتجهيل العلماء بزعم أن اختلافاتهم في الظنيات دليل على عدم رسوخ علمهم، وهذا - بطبيعة الحال - قول مردود، ولكنه يستخدم لتضليل الشباب عن جادة الطريق.