للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:

أما غيره من النظم والأسس وإن عظمت واستحسنت فإنها لا تبقى زمنا طويلا على كثرة التغيرات، واختلاف التطورات، لأنها من صنع المخلوقين الناقصين في علمهم وحكمتهم، وجميع صفاتهم، لا من صنع رب العالمين.

أرأيت هذه المدنيات الضخمة الزاخرة بعلوم المادة وأعمالها لو جمعوا بينها وبين روح الدين، وحكّموا تعاليمه الراقية الواقية الحافظة- أرأيت لو فعلوا ذلك أما تكون هذه المدنية الزاهرة التي يصبو إليها أولو الألباب وتتم بها الحياة الهنيئة الطيبة السعيدة؟ وتحصل فيها الوقاية من النكبات المزعجة، والقلاقل المفظعة. فحين فقدت الدين، واعتمدت على ماديتها الجوفاء الخرقاء جعلوا يتخبطون ويطلبون حياة سعيدة، ولم يصلوا إلا إلى حياة الأشقياء، الحياة المهددة في كل وقت بالحروب، وأصناف الكروب، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج: ص: